لقي 43 شخصا على الأقل حتفهم ولا يزال 15 في عداد المفقودين جراء الفيضانات وتدفقات الحمم الباردة في جزيرة سومطرة بغرب إندونيسيا، في أحدث حصيلة للسلطات المحلية الاثنين. وتساقطت أمطار غزيرة مساء السبت لساعات على إقليمي أغام وتاناه داتار في غرب جزيرة سومطرة عند قرابة الساعة 22,30 بالتوقيت المحلي (15,30 ت غ) متسببة بفيضانات مفاجئة وسيل من الحمم البركانية الباردة مصدره جبل مارابي، وهو جبل بركاني يقع في الجزيرة. وقال المتحدث باسم الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث عبدالمهاري إن "حصيلة تدفق الحمم الباردة في سومطرة الغربية وصل إلى 43 قتيلا". وكانت الحصيلة السابقة تفيد بمقتل 41 شخصا. وبحسب رئيس وكالة الإغاثة المحلية في بادانغ عبدالملك، تم التعرف إلى طفلين بين الجثث التي تم العثور عليها أحدهما يبلغ من العمر ثلاث سنوات والآخر ثماني سنوات. ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن 15 مفقودا. وأكد سكان المنطقة سماع أصوات صخور تتساقط على الطرق المحيطة بمنازلهم أثناء تساقط الأمطار الغزيرة. وقال المزارع بودي رحمت (44 عاما) إن منزله كان "يهتز... جلّ ما فكرت به كان كيف أنقذ زوجتي وأولادي". وحضّ المسؤول في هيئة إدارة الكوارث في سومطرة الغربية إلهام وهاب السكان على "التوجه إلى منازل أقاربهم" لكونها أكثر أمنا من الخيم في حال تساقط أمطار غزيرة. وأضاف "نركز أولا على عمليات البحث والإنقاذ ثم على حماية الأشخاص الذين تم إجلاؤهم والأشخاص الضعفاء". وقال حاكم مقاطعة سومطرة الغربية ماهيلدي أنصار الله للصحافيين الاثنين إنه تم إجلاء حوالي 130 شخصا إلى مدرسة ابتدائية في منطقة أغام، وأكثر من ألفين الى مدرسة تاناه داتار. وتحولت الطرقات الى مستنقعات موحلة وغمرت المنازل وجرفت سيارات إلى نهر مجاور. والحمم الباردة خليط من مواد مختلفة يتشكل منها الجبل البركاني بينها رماد ورمل وصخور، قد تمتزج بسبب الأمطار، وتتدفق على طول الجبل.وأرسلت السلطات رجال إنقاذ في قوارب مطاطية للبحث عن المفقودين ونقل السكان إلى ملاجئ. وأقامت الحكومة المحلية مراكز إجلاء ومراكز طوارئ في عدة مناطق بمقاطعتي أغام وتاناه داتار. في منطقة أغام التي يتجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، تعرضت عشرات المنازل والمباني العامة لأضرار، بحسب الوكالة المحلية لإدارة الكوارث.وفي تاناه داتار حيث يعيش حوالي 370 ألف نسمة، أشارت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث الأحد إلى تضرر 84 منزلا و16 جسرا ومسجدين، فضلا عن 20 هكتارا من حقول الأرز.ووصف الناجون الرعب الذي شعروا به عندما بدأت الفيضانات وانزلاقات التربة. وقالت رينا ديفينا(43 عاما) وهي ربة منزل لفرانس برس "سمعت دوي الرعد وصوتا يُشبه غليان المياه. كان صوت سقوط صخور كبيرة من جبل مارابي".وأضافت أن ثلاثة من جيرانها لقوا حتفهم. وأكدت رينا وهي أم لثلاثة أطفال أن منزلها لم يتضرر لكنها أخلته متوجهة إلى مركز البلدية. وأفادت بانقطاع التيار الكهربائي وبأنها فرّت من المنزل مع عائلتها بينما كانت الأمطار تتساقط بغزارة. والفيضانات وانزلاقات التربة ظاهرة شائعة في إندونيسيا خلال موسم الأمطار.تؤكد مديرة وكالة الأرصاد الجوية والجيوفيزياء الإندونيسية دويكوريتا كارناواتي أن مقاطعة سومطرة الغربية هي "منطقة استثنائية" حيث يمكن أن تهطل الأمطار على مدار السنة تقريبا. وتضيف أن "مخاطر الفيضانات وانزلاقات التربة بالتالي قائمة باستمرار". عام 2022، تم اجلاء حوالى 24 ألف شخص ولقي طفلان حتفهما جراء فيضانات في سومطرة. ويرى ناشطون في المجال البيئي في سومطرة أن الفيضانات أصبحت أكثر تدميرا بسبب قطع الأشجار.