أين هو، هل هو الإنسان؟ لماذا قد نسأل عنه، فهو دائمًا موجود، اختلفت الإجابة حين قررت البحث عن تاريخه، لم أجد صعوبة في التعرف عليه، إلا حين اقتربت منه ولمسته، لأتفاجأ بأنه مقيد داخله من أفكار ومشاعر، هاجمتني وفريتُ هرباً منها، فتساءلت يبدو أن تلك الأفكار والمشاعر أقدم من الإنسان، لهذا هي تحلُ محله؟ أجبتُ على تساؤلي بالنفي فالإنسان وُلد أولًا ولكن ربما كانت أقوى منه وربحت الحكم على الذات، فكل ماهو سيئ وأذى له يخسر أمامه إن كان ضعيفاً، ولكن من أين أتت؟ وكيف تسللت؟ نقطة أساسية في تاريخ الإنسان وهي النشأة، فهي تسللت من خلال التقائه بها في نشأته الأولى، هي في عمره تقريبًا أو أكبر بقليل كانت بجواره إلى أن أزاحته وسيطرت عليه، فمن السهل إزاحة وقتل ذات لا تدرك حقيقتها وسبب وجودها وهذا ما يُصعب نزع أيّ فكرة وشعور منها ولكن إذ أحياء الإنسان ذاته بسقيها جرعة من الإدراك، ونظر إلى خرائطها ونادى القدرة لتساعدهُ في رحلته على ماقيدهُ من مفاهيم تفتقرُ للعقلانية ومشاعر شرسة تمنعه من احتضان ذاته والإنسان الأخرى، وقد يأتي سؤال ثانٍ هنا وما علاقة الإنسان الأخرى؟ هي ستكون رحلة شاملة وغير واضحة له إلا حين يصل لذاته، ليعي حينها أنها أوصلته إلى العالم أجمع وأنه متصل به لا محال، ومن هذه الخطوة يولد داخله أحساس عالٍ بقيمة كل شيء وشعور مرن وتعامل سلس واستثنائي بما حوله.