للمرة العشرين، منذ بداية التاريخ الميلادي، ينتهي قرن ليبدأ قرن آخر. والصدفة جعلت نهاية القرن، هذه المرة، نهاية للألفية، لذلك يحتفل العالم بالأمر منذ الآن احتفالات صاخبة. غير ان ما يميز هذا المنعطف التاريخ الزمني هذه المرة، هو أن ما ينتهي ليس قرناً وحسب، بل زمن أيضاً. الانسانية تقف على منعطف تاريخي خطير واستثنائي في تاريخها لأنها تقف على مفتتح أزمان مجهولة، ها هي تولد من رحم الماضي، ومنذ سنوات. ولأن المقبل يولد من رحم هذا الماضي، آثرنا في "الوسط" ان نرصد أبرز علامات هذا الماضي، أي أبرز علامات القرن العشرين، ودائماً عبر نظرة تتجه حتماً الى الزمن المقبل. واخترنا أن تكون النظرة متعددة، وأحياناً متناقضة في تقييمها وتوقعاتها. اذاً، ابتداء من هذا العدد، نمهد بهذا الرصد، عبر مقدمة عامة تحاول أن تسبر بعض الملامح الأساسية للعقود التي نتطلع اليها، وخلال الاسابيع المقبلة، ننشر في "الوسط" سلسلة دراسات وتأملات تقرأ تلك العلامات في أبرز عناوينها، وتكون تمهيداً لاهتمام متواصل بسبر هذه اللحظة الانعطافية التي، على شاكلة القرن العشرين كله، من خصائصها الأساسية أنها تقسم الزمن قسمين: ما قبل وما بعد. عندما اكد المؤرخ البريطاني اريك هاومبسبادن في كتابه "عصر التطرف" ان القرن العشرين من أقصر عصور البشرية، لم يأت بجديد على صعيد العنونة، لكنه - بالطبع - أتى بالجديد على صعيد التحليل. فهذا التحليل يقول ان القرن العشرين الذي يشارف اليوم نهايته، لم يبدأ يوم الأول من كانون الثاني يناير عام 1901، ولن ينتهي يوم 31 كانون الأول ديسمبر عام 2000. بدأ بالأحرى خلال السنوات الأربع التي شهد العالم فيها حربه العالمية الأولى، وانتهى مع سقوط جدار برلين يوم التاسع من تشرين الثاني نوفمبر 1989. في هذا التحليل لا يعود مدى القرن زمنياً، بل يصبح سياسياً. والقرن العشرون، بين أمور أخرى، كان قرناً سياسياً بامتياز. عصر السلطة الايديولوجية يقينا ان الطالب الصربي الشاب الذي قتل ارشيدوت النمسا في العام 1914، لم يكن ليخطر في باله، ولو لحظة، ان رصاصته هي التي افتتحت قرناً كان افتتح زمنياً قبل ذلك بنحو عقد ونصف العقد من الزمن. ومع هذا فإن رصاصاته بدأت الزمن الجديد: كان من تأثيراتها انها أنهت امبراطوريات لتبدأ امبراطوريات جديدة. وافتتحت عصر السلطات الايديولوجية. سرّعت وتيرة الاختراعات التي باتت الحاجة اليها أمّها، حسب التعبير الشائع عسكرية. أحلت الاقتصاد مكان أي شيء آخر. أوصلت لينين الى موسكو. والشعب الألماني، سيد العقلانية منذ كانوا وهيغل، الى النازية. تلك الرصاصات احدثت في العالم ذلك الانقلاب السريع الذي سيتواصل وتتواصل آثاره، حتى آخر الثمانينات.فلئن كانت الحرب العالمية الأولى ازالت امبراطوريات كانت لا تغيب عنها الشمس الامبراطورية العثمانية والامبراطورية النمساوية الهنغارية والامبراطورية الروسية، فانها بعثت من "العدم" امبراطورية السوفيات وامبراطورية الأميركيين، فيما نصرت منهزمين الألمان واليابان وايطاليا، وهزمت منتصرين فرنسا وبريطانيا. ولئن كان ذلك كله قد خلص الشرق العربي، وبعض الغرب العربي، من ربقة الاحتلال العثماني، فإنه، عبر خديعة ما بعدها من خديعة، أحل ربقة جديدة مكانها، ربقة الفرنسيين والبريطانيين. ولكن ألم تكن ربقة هؤلاء غناء البجعة الأخير في زمن جاء فيه استعمار جديد سوف يتخذ اسماء عديدة بعد ذلك، اخرها النظام العالمي الجديد ليحل محل قديم كان قد تآكل وشاخ، ولكن بعدما زرع وسط المنطقة العربية حدوداً لكيانات وهمية، ودولة جديدة بعثت من نار المذابح الأوروبية لتحرق جزءا كبيرا من المستقبل العربي؟ الايديولوجيات/ التوتاليتارية، بما فيها الأكثر خفاء الليبرالية الأميركية ولدت كلها من رحم الحرب العالمية الأولى: البولشفية واتحادها السوفياتي، حين احتاج الألمان الى تحييد الجبهة الشرقية فساعدوا لينين وصحبه على الاستيلاء على "سلطة الشعب ومجالسه، والنازية حين كان لا بد أن ينمو لدى الشعب الألماني رد فعل غاضب ولا عقلاني ضد ذل الهزيمة في تلك الحرب، والصهيونية التي بعثها وعد بلفور وجسدتها المحارق النازية وتشتت العرب، والليبرالية الأميركية، حين خرج ويلسون الى العالم بمبادئه مع نهاية الحرب راغباً، مداورة، في أن يقبض ثمن التدخل الأميركي في تلك الحرب... العالم حين أصبح عالمياً ولكن يبقى السؤال: كيف أضحى العالم عالمياً الى تلك الدرجة في ذلك الحين؟ هنا قد تتنوع الاجابات، لكن ثمة من ضمنها اقتراحات لا يمكن المماراة فيها: لقد أدت عالمية الاقتصاد المستندة الى وسائل مواصلات وشق أقنية بين البحار، وربط القارات ببعضها، كما أدت الثورة الصناعية التي سادت القرن الفائت، الى ازدياد الطلب على المواد الأولية وعلى الأسواق: الانتاج وتصريف الانتاج. وكان من الطبيعي ان يؤدي هذا كله الى عصر السرعة واختصار المسافات، ولكن ايضا الى ابتكار ما يكفي من الوسائل لخلق مجتمعات استهلاكية عريضة. وبالتالي الى البدء في خلق الانسان الاستهلاكي ذي البعد الواحد: وهذا أمنته انتشارات الايديولوجيا والأنماط وتداخل الثقافات، وامحاء الخصوصيات: فهل كانت السينما بعيدة عن هذا، هي التي يعتبر القرن العشرون، أيضاً، قرنها بامتياز؟ فضلاً عن انتشار الطباعة والثقافة الجماهيرية والموسيقى المتمازجة والواصلة، أولا عبر الغراموفون، ثم عبر الراديوهات عابرة القارات. ولئن كانت السكة الحديد قد شرعت في احداث هذه الثورة الاتصالية منذ القرن الماضي، فإن السيارة ثم الطائرة عجلت من وتيرة ذلك كله، ليأتي عبور الصورة السينما حدود الأمم والقارات كاشفاً للانسان اهتمامات مشتركة، مازجاً الحضارات والرؤى، مخترعاً منها ما يمكن اختراعه. وإذا كان من بين السمات الأساسية لهذا القرن التركيز على فردية الانسان، فإن كل هذا سرعان ما نمطّه بعد ذلك، جاعلاً اياه يدفع غالياً ثمن تلك الفردية. وهكذا تحول الانسان، الذي كانت الفلسفات منذ عصر النهضة مروراً بروسو وماركس وفرويد، وعلى خطى كانت وهيغل قد بشرته بفرديته ومسؤوليته الانسانية، تحول من جديد الى جمع، منمط، احادي البعد. ولئن كانت السينما والآداب الجماهيرية، قبل التلفزة وانفجار وسائل الاتصال لاحقاً، قد خلقت ذلك الانسان المنمط، فإن ما عزز تنميطه، كان بالتحديد، الايديولوجيتان اللتان انطلقتا أصلاً من الرغبة في تحريره من النمطية: الشيوعية التي حولته الى "كائن اجتماعي ايديولوجي" والليبرالية الأميركية التي حولته الى "كائن استهلاكي". ثم حين زعمت النازية بمختلف تفرعاتها الفاشية والقومية والشوفينية انتزاعه من تينك الايديولوجيتين، دمجته في المجموع عن طريق الدولة، أو التاريخ، أو الجغرافيا بشكل عام. وذلك قبل أن يعود التعصب الديني الى الاستحواذ عليه مجدداً، في صحوة كانت واحدة من أكبر مفاجآت الربع الأخير من القرن. هكذا تلاعبوا بالفرد ولكن لماذا كان من الممكن التلاعب بالفرد، في عصر بلغت فيه العقلانية أوجها؟ ربما لأن القيمين على العالم، ادركوا باكراً لعبة التشييء، التي تحدث ماركس عنها طويلا. وربما أيضاً لأن هذا التنميط "هجم" على الفرد في وقت لم يكن مستعداً فيه، بعد، لتحمل مسؤولية فرديته. وحين بات مستعداً، وهو ما تعبر عنه ثورة الستينات وتحركات الطلبة وموسيقى الروك وظهور البيتلز، وموجات السينما والأدب الغاضب، كان الاوان قد فات على الأرجح. ومع هذا فإن ثورة الستينات أتت في ذروة زمن كان شهد مأساة الحرب العالمية الثانية، بما فيها من أسلحة دمار شامل وسقوط نهائي لامبراطوريات كانت بدأت تسقط في الحرب العالمية السابقة، وباتت بحاجة الى رصاصة الرحمة. وفي هذا الاطار يصح التساؤل: هل كانت الحرب العالمية الأولى سوى "بروفة عامة" للحرب العالمية الثانية؟ فالحال ان استعراضاً للمسافة الزمنية الفاصلة بين الحربين، تكشف لنا عن زمن مجنون بدأ مع إذلال الشعوب المهزومة واعطائها المبررات لنهضة مزيفة، أوصلت الألمان الى النازية، لكنها أوصلت الأتراك الى الامحاء الشامل أمام علمانية لم يفهموا حتى اليوم ابعادها. واذ أتى الانهيار الاقتصادي للعالم الرأسمالي مرموزاً اليه بانهيار بورصة نيويورك في العام 1929، ثم الكساد الاقتصادي الذي ساد العالم بعد ذلك ليتوسط تلك المسافة الزمنية، فإنه أمن خط الارتباط المتواصل بين زمن كان لا بد لأزمات الانتاج والاستعمار القديم، وفوضى الأسواق، وحلول الثورة التقنية محل الثورة الصناعية، ناهيك بسباق التسلح وزمن كان لا بد أن يجيء لينهي ذلك كله. ومن هنا فرضية بعض المؤرخين التي تقول ان الحرب العالمية التي بدأت مع رصاصات الطالب الصربي 1914 لم تنته إلا مع القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما وعلى ناكازاكي 1946. قرن عمره 75 سنة هذا الخطر المتواصل من الرصاصة إلى القنبلة الذرية يصح على أية حال النظر اليه على أنه علامة تطور قرننا العشرين برمته: من السيارة الى وصول الانسان الى سطح القمر ثم وصول اختراعات الانسان الى المريخ، ومن الأفلام الصامتة البدائية الى سينما "حرب النجوم"، ومن الاقتداء بالأبطال العسكريين تبجيل نابوليون وجان دارك وأبطال حرب البوير ورعاة البقر الأميركيين والعسكريين اليابانيين الى التماهي مع النجوم نجوم السينما وايضاً الرياضة والأزياء قبل الوصول الى نجوم التلفزة، ومن الآلات الحاسبة الصغيرة والبدائية الى الحاسوبات الجبارة، ومن فورة الصحافة الى الانترنيت: ومن مقارعة أمراض أولية مثل السل والجدري، الى مفاجأة "الايدز" مع نهاية القرن. كل شيء تبدل وفي وتيرة مدهشة خلال 75 عاماً تشكل الزمن الحقيقي لهذا القرن الذي نودعه. وأحياناً كان هذا التبدل كمياً، لكنه في أحيان كثيرة كان نوعياً. والا فما معنى احصاءات مثل تلك التي تقول ان قرننا العشرين، أوقع من ضحايا الحروب والصراعات اضعاف أضعاف ما أوقعته الأزمان السابقة مجتمعة، وأنه انتج من الكتب والأبطال والأعمال الفنية والمحاصيل الزراعية وانشأ من الطرقات والسدود ووسائط المواصلات والأفكار، عشرات ومئات الاضعاف مما كان انتج في تاريخه كله. الكثرة.. دائما اكثر هي الشعارات الاساسية في زمننا هذا. ومن هنا يمكن حسبان تطورات هذا القرن، على الرغم من نهجها الواحد، بالمتواليات الهندسية لا الحسابية. وحسبنا هنا أن نقرأ التوقعات "الخيالية" التي عبر عنها كبار المفكرين عند بدايات القرن العشرين ومنهم جرجي زيدان ونقارنها بما تحقق مع نهاية القرن لندرك ان ما تحقق فاق احلام الخياليين كلها. فالى ان القرن العشرين، رغم عيشه تحت ظل شبح الحرب، من الحروب العالمية الى الحروب المحلية والأهلية والمحصورة في مناطق. وصولاً الى الحروب الاتنية والدينية، مروراً بالحرب الباردة، عرف في احيان كثيرة كيف ينتزع نفسه من اتون الحرب ليحقق ما اعتبر في حينه تقدماً. وبات اليوم موضع سجال يتمحور حول مفهوم التقدم نفسه. ويمكننا ان نعبر عن هذه الانجازات، عبر عناوين عريضة سيتاح المجال، في اعداد لاحقة من "الوسط" للبحث فيها تفصيلياً: فالقرن العشرون كان، ايضاً، عصر انبعاث المرأة، التي كانت همدت قضيتها منذ عصر انهيار الزمن "الماتريركي" الامومي لمصلحة انبعاث زمن "بطريركي" ساد آلاف السنين. فالمرأة اثبتت حضورها في هذا القرن، بسرعة عجيبة بحيث اننا بالكاد نصدق انه كان ثمة عند بداية القرن مناضلات بانكهارست، مثلا يناضلن في الغرب المتقدم لكي تنال المرأة حق التصويت، وان سويسرا لم تمنح المرأة هذا الحق الا قبل عقدين. اليوم ها هي دولة مثل البحرين تستعد لارسال امرأة سفيرة الى دولة غربية. ومن بانكهارست الى السفيرة البحرينية، مر تاريخ المرأة بتطور غريب: وصلت الى سدة الحكم حتى في دول اسلامية وشرقية كبيرة: باكستان والهند، سريلانكا وبانغلاديش، واليوم اندونيسيا. ولكن كذلك في "دولة" تقوم على التعصب الديني وعلى العداء للمرأة - ايديولوجيا -: اسرائيل. المرأة اليوم حاضرة في كل مكان.. والى ثورة المرأة: ثورة الاجيال الجديدة صراع الأجيال الشهير الذي كان وراء انتفاضات الستينات وثورة البيئة التي صارت جزءاً من الحياة السياسية في معظم بلدان العالم، وثورة الطب عمليات زرع القلوب وبقية الأعضاء.. وكان من الطبيعي لذلك كله ان يتماشى، عند نهاية القرن مع الثورتين الاكبر: ثورة المعلومات، وثورة الاقتصاد المعولم. وهذه الثورات جميعاً، لا تزال عند بداية الطريق بالطبع، ما يعني ان السنوات المقبلة من القرن الحادي والعشرين ستكون شديدة الفصاحة في هذه الصعد كلها، كما في صعد اخرى. الماضي نظرة الى المستقبل مهما يكن، فان هذه الثورات المتعددة والمتواكبة زمنياً، يمكن النظر اليها على اعتبار انها مسؤولة، الى حد كبير، عن تلك النهاية التي عرفها القرن مع حلول نهاية الثمانينات، وبشكل يجعل من التسعينات التي نعيش أواخرها، بداية للزمن المقبل، لا نهاية للزمن المنقضي. والمرء يحتاج، بالطبع، الى التوغل عميقاً في جذور ثورة الأجيال التي عرفها العالم في الستينات والسبعينات، كرد فعل على مجتمع الآباء، الذي "لم ينتج الا الحروب والكوارث والكآبة"، لكي يصل الى الاستنتاج بأن تلك الثورة كان من نتائجها، البطيئة نسبياً، القضاء على الحرب الباردة وتحديداً عبر نسف الايديولوجيتين اللتين كمنتا خلفها. فالحال ان تلك الثورة نسفت احتكار اليسار الشيوعي للتغيير والثورة وجعلته يبدو عتيقاً وجديراً بأن يحال الى المتحف. ولكنها حين بدأت تنسف ذلك اليسار وتجعله اقلية في بلدان غربية عدة، تمهيداً لنسفه حتى في مواطنه الاصلية، بمساعدة ثورة الاتصال والمعلومات والبيئة حيث لا يتعين ان ننسى دور الفاكس وسرعة نشر الاخبار، وتبادل المعلومات حتى… كارثة تشيرنوبيل في نسف المعسكر الاشتراكي، حين بدأت ذلك كانت تلك الثورة تنسف في الوقت نفسه رديف الكتلة الاشتراكية: الغرب الليبرالي بزعامة الولاياتالمتحدة. فكلا الطرفين كان يبرر وجود الطرف الآخر. ولئن كان من السائد اليوم ان الفكر الاميركي "هو الذي خرج من المجابهة مظفراً. فان السؤال يظل: اين هو؟ وما هو هذا الفكر؟ ان ما خرج مظفراً ليس اميركا الجغرافيا والاقتصاد، بل اميركا المجاز، وقد صارت على صورة العالم، وصار العالم على صورتها. اي اميركا/ العالم وليست اميركا القارة. واذا كانت الولاياتالمتحدة تميل الى جعل نفسها، اليوم، شرطي العالم الوحيد، فانها - في الوقت نفسه - ليست آمنة تماماً على مستقبل معولم، ستفقد فيه اكثر واكثر هويتها الخاصة المفترضة هل كان لها، أبداً، هوية خاصة؟، وهيمنتها الكلية على مقدرات العالم. وفي يقيننا ان النقاش، الحاد والعميق، حول الهوية الاميركية وعلاقتها بهوية العالم ككل وبمفاهيم مثل العولمة والنظام العالمي الجديد والانترنيت والثقافة الجماهيرية وثورة المعلومات، سيكون واحداً من اهم وأخطر النقاشات خلال السنوات المقبلة. ونحن، في انتظار ذلك، سنرسم عدداً بعد عدد من "الوسط" بعض ابرز علامات القرن المنقضي، ولكن، دائماً في منظور يفتح على الازمات الجديدة. لأننا - حين يتعلق الامر بعلم التاريخ وممارسته - نميل دائماً الى اعتبار ان رسم صورة التاريخ له دور يتجاوز الترف الفكري المتمثل في رصد احداث الماضي. التاريخ هو قابلة المستقبل. وليس ثمة من قابلة للمستقبل سواه. العدد المقبل: عودة الروح