مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدة عسكرية لتل أبيب المستوطون يقتحمون الأقصى.. وإغلاق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها الدامية والمدمرة على قطاع غزة لليوم ال 202 على التوالي، وسط ارتكاب عشرات المجازر يوميا في مناطق مختلفة في قطاع غزة، في الوقت الذي يكثر فيه الحديث إسرائيليا عن اجتياح مدينة رفح الحدودية التي تضم أكثر من 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين، وذلك تزامنا مع الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع بالكامل. وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن أكثر من نصف سكان القطاع يعانون من الجوع، مبينا أن عدد شحنات المساعدات الإنسانية الذي وصل القطاع خلال الشهر الماضي قليل جدا ، حيث تعتبر هذه المساعدات مجرد قطرة في محيط الاحتياجات. وأفادت مصادر صحفية، عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، بالتزامن مع تجدد القصف المدفعي في المنطقة مما أدى إلى ارتقاء عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين. وتجدد القصف الإسرائيلي، صباح الاربعاء، على بيت لاهيا وبيت حانون وشرق جباليا شمال قطاع غزة. واستهدفت قوات الاحتلال بغارة جوية أرضا زراعية في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة.وجنوب القطاع، أطلقت آليات الاحتلال المتمركزة على مقربة من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، عشرات القذائف صوب مناطق عبسان، وخزاعة، والزنة. وفي أحدث إحصائية لوزارة الصحة في قطاع غزة؛ ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34200 شهيدا و772013 إصابة عقب ارتكاب الاحتلال مجازر يومية. توثيق 140 مقبرة جماعية أو عشوائية قال المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، إن "بروز ظاهرة المقابر الجماعية في قطاع غزة لأول مرة في تاريخ الصراع بهذا الحجم والشكل، يؤكد العواقب الكارثية لجريمة الإبادة الجماعية". وأضاف المرصد في بيان له، الاربعاء، أن "إسرائيل تواصل هجومها بذات الوتيرة والممارسات المروعة، متجاهلة المطالبات المتصاعدة بوقف إطلاق النار". وأوضح أن "إسرائيل تتسلح بحماية أميركية وأوروبية ومواقف دولية لا تتجاوز في أحسن الأحوال بيانات الإدانة". وأكد "الأورومتوسطي"، أنه "وثق أكثر من 140 مقبرة جماعية أو عشوائية أو مؤقتة، وفي حالات عديدة وثق حالات دفن نفذتها قوات الاحتلال لأشخاص أعدمتهم ميدانيا". ولفت إلى أن "المقابر الجماعية المكتشفة في المستشفيات، خاصة في مجمع الشفاء الطبي في غزة ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، تثير شبهات بأن الجيش الإسرائيلي نفذ إعدامات خارج نطاق القانون بحق أشخاص معتقلين ومحتجزين ثم أقدم على دفنهم، حيث عثر على أشخاص مقيدين وآخرين يبدو أنهم كانوا يتلقون العلاج". وفي وقت سابق عبر مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن شعوره "بالذعر من تدمير مجمعي ناصر والشفاء الطبييين في قطاع غزة، إلى جانب التقارير التي تتحدث عن وجود مقابر جماعية هناك". وطالب تورك، بتحقيق دولي في المقابر الجماعية التي عثر عليها في مجمعي الشفاء وناصر الطبيين، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات مستقلة لمواجهة "مناخ الإفلات من العقاب". كما حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من ارتكاب الاحتلال مذبحة جديدة في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة ومحو آخر ما تبقى منها، وتنفيذ عملية تهجير قسري جديدة عقب إصدار أوامره غير القانونية لمن تبقى من السكان فيها، والمقدر عددهم بحوالي 50 ألف مواطن ومواطنة، بالإخلاء الفوري، داعيا إلى تحرك فوري من الأممالمتحدة وأطراف المجتمع الدولي لحماية المدنيين الفلسطينيين. دعوات دولية لإجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية الى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقل بشأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في غزة دمّرتهما القوات الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو "إنه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظرا إلى أنه يخلف انطباعا بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتُكبت لحقوق الإنسان". كما دعت الأممالمتحدة الثلاثاء إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في المستشفيين الرئيسيين في هاتين المدينتين - الشفاء في غزة وناصر في خان يونس - مشددة على ضرورة وضع حد ل "مناخ الإفلات من العقاب" الحالي. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "تدمير" هذين المستشفيين "وإعلان الكشف عن مقابر جماعية في الموقعين وما حولهما (...) مروّع". وذكر الدفاع المدني في غزة أنه أخرج منذ السبت 340 جثة لأشخاص قتلتهم القوات الإسرائيلية ودفنتهم في مقابر جماعية داخل مستشفى ناصر. مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى اقتحم مئات المستوطنين ساحات المسجد الأقصى، صباح الأربعاء، من جهة باب المغاربة، وذلك بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في ثاني أيام عيد "الفصح" اليهودي. وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فإن المئات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات ضمت كل مجموعة 35 مستوطنا، حيث نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم تحت حراسة عناصر شرطة الاحتلال.وأفادت الأوقاف الإسلامية بأن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى في ثاني أيام مايسمى عيد "الفصح" اليهودي ارتفع إلى 532. وشاركت مجموعات من المستوطنين بشعائر توراتية وبأداء طقوسا تلمودية في ساحات الحرم وقبالة مصلى باب الرحمة وقبة الصخرة، تخللها تقديم شروحات عن "الهيكل المزعوم"ن قبل مغادرة ساحات الحرم من جهة باب السلسلة. وفرضت قوات الاحتلال تضييقات وتشديدات على وصول الفلسطينيين إلى مداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحام المستوطنين باحاته. وتحولت القدس إلى ثكنة عسكرية، حيث تم نشر أكثر من 3 آلاف من عناصر شرطة الاحتلال في جميع أنحاء المدنية، حيث نصبت القوات عشرات الحواجز الحديدية في الشوارع والطرق المؤدية للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، وأوقفت الفلسطينيين وفحصت هوياتهم وأغراضهم. وكثفت "منظمات الهيكل" من دعواتها لاقتحام المسجد الأقصى خلال "الفصح" الذي بدأ صباح الثلاثاء، ويستمر على مدار أسبوع. الأونروا تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها وجّه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني امس انتقادات لإسرائيل، داعياً مجلس الأمن الدولي للتحقيق في "التجاهل الصارخ" لعمليات الأممالمتحدة في غزة بعد مقتل مئات من موظفيها وتدمير مبانيها. وتأتي تصريحات لازاريني غداة صدور تقرير للجنة مستقلة كلّفتها الأممالمتحدة إجراء تقييم لأداء الوكالة. وأشار التقرير إلى أنّ إسرائيل لم تقدّم دليلاً يدعم اتّهاماتها لموظفين في الأونروا بأنهم على صلة بمنظمات مسلحة. لكنّ التقرير خلص إلى أنّ الوكالة تعاني من "مشاكل تتّصل بالحيادية"، خصوصا على صعيد استخدام موظفيها لشبكات التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من إقراره بما خلص إليه التقرير، قال لازاريني في تصريح لصحافيين إن الاتّهامات للوكالة "مدفوعة في المقام الأول بهدف هو تجريد الفلسطينيين من وضع اللاجئ، وهذا هو السبب في وجود ضغوط اليوم من أجل عدم وجود الأونروا" في غزةوالقدسالشرقية والضفة الغربية. وقال لازاريني إنه وخلال اجتماع عقد مؤخرا مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دعا "أعضاء مجلس الأمن إلى إجراء تحقيق مستقل ومساءلة عن التجاهل الصارخ لمباني الأممالمتحدة وموظفي الأممالمتحدة وعمليات الأممالمتحدة في قطاع غزة". ومنذ اندلاع الحرب وحتى الثلاثاء، قُتل 180 من موظفي الأونروا، وتضرّر أو دمّر 160 من مبانيها، و"قتل 400 شخص على الأقل أثناء سعيهم للحماية التي يوفّرها علم الأممالمتحدة"، وفق لازاريني. مساعدات عسكرية لإسرائيل في واشنطن، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 13 مليار دولار لا سيما لتعزيز درعها المضاد للصواريخ "القبة الحديدية" المنتشر على حدودها. وشكر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس مجلس الشيوخ على إقراره هذه المساعدة. وكتب على منصة إكس "أشكر مجلس الشيوخ الأميركي على تبنيه بأغلبية كبيرة من الحزبين هذه المساعدة لإسرائيل (...) التي تعتبر ضمانة واضحة لقوة تحالفنا ". وتنص الخطة الأميركية أيضا على أكثر من تسعة مليارات دولار "لتلبية الاحتياجات الملحة للمساعدات الإنسانية في غزة وتأتي هذه المساعدات على خلفية تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية بينما تثير عملية برية محتملة في رفح التي تجمّع فيها 1,5 مليون فلسطيني، مخاوف عواصم أجنبية بما فيها واشنطن. وضع مروّع نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مصريين قولهم إن إسرائيل تستعد لنقل المدنيين إلى مدينة خان يونس القريبة خصوصا حيث تخطط لإقامة ملاجئ ومراكز لتوزيع المواد الغذائية. وستستمر عملية الإخلاء هذه من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وسيتم تنفيذها بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة ومصر ودول عربية أخرى . وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه يدرس "سلسلة من الإجراءات التي يجب اتخاذها استعدادا للعمليات في رفح وخاصة فيما يتعلق بإجلاء المدنيين". وأكد فابريزيو كاربوني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة فرانس برس الثلاثاء "لا نرى حاليا أي خطة لإجلاء المدنيين" من رفح، معتبرا أن عملية إجلاء واسعة "غير ممكنة" في الظروف الحالية. ورأى يان إيغلاند الأمين العام للمنظمة غير الحكومية "المجلس النروجي للاجئين" أن الهجوم على رفح "أكبر مخيم للنازحين على وجه الأرض" من شأنه أن يؤدي إلى "وضع مروع". إسرائيل تحشد قواتها أعلن الجيش الإسرائيلي امس الأربعاء أن قواته حشدت لواءين احتياطيين إضافيين، استعدادا لانتشار محتمل في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. جدير بالذكر أنه في بدء حرب غزة، قبل أكثر من ستة أشهر ونصف، حشدت إسرائيل حوالي 300 ألف جندي من قوات الاحتياط، غير أن معظمهم، تم تسريحهم منذ ذلك الحين. وفي الآونة الأخيرة ، تم نشر قوات عاملة أساسا في قطاع غزة. ولا تعلن إسرائيل عن اعداد أفراد قواتها ، لكن اللواء يتكون عادة من عدة آلاف من الجنود. وكان البيت الأبيض قد أعلن يوم الخميس الماضي أن مسؤولين أمريكيين التقوا مع نظرائهم الإسرائيليين لتوضيح مخاوفهم بشأن الوضع في مدينة رفح المحاصرة بجنوب قطاع غزة والهجوم العسكري المزمع هناك. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد بشن هجوم بري إسرائيلي على مدينة رفح المكتظة حاليا بمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية على أنحاء أخرى من قطاع غزة. ودعت الولاياتالمتحدة وألمانيا وحلفاء آخرون لإسرائيل إلى ضبط النفس وحذروا من تداعيات شن هجوم مباشر على رفح التي تقع على الحدود مع مصر. وقال البيت الأبيض في بيان إن المسؤولين الأمريكيين "عبروا عن قلقهم إزاء مسارات التحركات المختلفة في رفح، ووافق المشاركون الإسرائيليون على وضع هذه المخاوف في الاعتبار وإجراء مزيد من المناقشات بين الخبراء".