كنت في مطار الملك عبدالعزيز قبل أيام وأثناء خروجي من المطار بدأت أنظر يمنة ويسرة لأشاهد التطور الهائل الذي هو فخر للجميع في هذا المطار الدولي الذي يستقبل المسافرين من حجاج ومعتمرين وزوار، كما شاهدت كثرة الصالات والبوابات في هذا المطار الضخم الذي جهزت فيه وسائل الراحة بمستويات وتقنيات عالية مع وجود لوحات إرشادية للمسافرين باللغتين العربية والإنجليزية. مساحة المطار تلفت الانتباه ومرافقه المتعددة تجعل المسافر يحلق بنظره ليرى تلك المنجزات التي تخدم كل من أراد السفر ذهاباً وعودة. إن تلك المنجزات تجعلنا نعلم أن الحاج والمعتمر سيجد الراحة التامة عند وصوله للمطار بوسائل النقل الحديثة والمتطورة ومنها قطار الحرمين الذي ينطلق من المطار إلى مكةالمكرمة بتنظيم رائع من خلال بوابات إلكترونية متعددة، فالمسافر لا يجد مشقة في الخروج من المطار بل يذهب مباشرة إلى محطة القطار المتصلة مباشرة بتلك البوابات الرئيسة داخل المطار مع حقائبه اليدوية أو حتى الكبيرة. عندما هممت بالخروج من المطار لمواقف سيارات الأجرة للذهاب إلى مكةالمكرمة وجدت سلسلة من السيارات التي تنقل الركاب من قبل الشركة المتعهدة في المطار، ولكن كثافة الركاب جعلتني أبحث عن البديل الآخر، علما بأن هناك من يتلقون المسافرين داخل المطار وينادونهم بطريقة غير مرتبة ولكني لم ألتفت لهم لأن هذا الأسلوب لا يمت بالتنظيم في هذا المطار بأي صلة. خرجت من المطار لأبحث عن سيارة تحمل ملصق سيارة الأجرة لمعرفتي بأن مثل هؤلاء يعملون بطريقة نظامية أو شبه نظامية، فركبت مع أحد الشباب الذين يسعون للعمل بطريقة بعيدة عن المخالفات أو تلقي الركاب في داخل المطار. تحدثت مع صاحب السيارة وبدأت أسأله عن هذا العمل الذي يقوم به، وذكر لي أنه يحاول أن يكون من أصحاب سيارات الأجرة الذين يعملون بالمطار بصفة رسمية ولكنه يواجه بعض الصعوبات لنقل الركاب إلى مكة أو المناطق الأخرى، وذكر لي بأنه يحصل أحياناً على قسائم مخالفات أثناء عمله، وكأن حاله يقول ليتنا نجد مكاناً نقف فيه مثلنا مثل شركات النقل المشغلة بطريقة أو بأخرى ونحن نحترم الأنظمة ونبحث عن التنظيم. بعد ذلك قمت بالاتصال على الهيئة العامة للنقل وذكرت لهم هذا الموضوع فقاموا بالمبادرة بإرسال نشرة مفصلة لي عن طريق الجوال تشمل خيارات عمل الناقلين غير النظاميين في تطبيقات نقل الركاب، حيث قاموا بإعداد خطة أولية ترتكز على ثلاثة جوانب وذلك للحد والتقليل من ظاهرة (الكدادة) في المطارات، وتحفيز عملهم في قطاع التوجيه، وتشمل: أولاً:(التوعية)، حيث يجري العمل حالياً على توزيع النشرات الإرشادية لتحفيز ناقلي الركاب غير النظاميين (الكدادة) عن طريق توعيتهم وتحفيزهم للعمل عند تسليم السيارات لهم بعد حجز السيارة للعمل بشكل نظامي وجمع بيانات التواصل الخاصة بهم. ثانياً: (الرسائل النصية)، تم إرسال الرسائل النصية (sms) وذلك لتوعية الناقلين غير النظامين في بدء العمل في تطبيقات نقل الركاب. ثالثاً: تم تخصيص منافذ راجلة في المطارات (مندوبين من شركات تطبيقات نقل الركاب). كما يجري العمل مع المطارات على تخصيص منافذ دائمة وذلك لشرح واستقبال طلبات التسجيل للسائقين غير النظاميين. رابعاً:(التمكين)، تم تقديم خصومات من تطبيقات نقل الركاب لعمل فئة (الكدادة) ضمن التطبيقات، وذلك تحفيزاً لهم للعمل في التطبيقات المرخصة، (خصومات على نسبة استقطاع التطبيقات)، (تقديم رحلات دون استقطاع لمدة محددة). خامساً:(الدعم المالي)، العمل على إشراك (الكدادة) في برامج الدعم المقدمة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للحصول على حوافز العمل في النقل الموجه: 0 تمويل السيارات. 0 دعم شهري يصل إلى 2400 ريال. وختاماً، شكراً للمسؤولين في الهيئة العامة للنقل على حرصهم واهتمامهم بهذا المشروع المهم لتوطين تلك الوظائف الذي يدخل ضمن خطط التنمية في بلدنا المعطاء.