أظهر تقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، والذي تصدره جامعة ستانفورد تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك في 9 مجالات هي البحث والتطوير، والكفاءة التقنية، والذكاء الاصطناعي المسؤول، والاقتصاد، والعلوم والعلاج، والتعليم، والسياسات والحوكمة، والتنوع، وآراء العامة. وكانت أبرز مجالات التقدم تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في عدة مهام، مع تأخره في مجالات أخرى، كما أنه ساهم في زيادة إنتاجية العمال، وأدى إلى جودة أعلى للعمل حيث سدت إمكانات الذكاء الاصطناعي الفجوة في المهارات بين العمال ذوي المهارات المنخفضة والعالية، وساعد في دفع عجلة الاكتشافات العلمية، مما أحدث تسارعًا كبيرًا للتقدم العلمي، وهيمن القطاع الصناعي على أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وازداد عدد الخريجين في مجال علوم الحاسب والتخصصات ذات العلاقة بالذكاء الاصطناعي سواء في مرحلة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه. وعلى صعيد الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد ارتفع الاستثمار الموجه له، وزادت نسبة استخدامه في مجال التعليم مقارنة بالعام الماضي، إضافة إلى وجود توجهات إيجابية من قبل المعلمين والطلاب نحو فوائد Chat GPT في تحسين التدريس. كما أظهر التقرير تفوق بعض الدول في إنتاج نماذج الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وازدياد اللوائح المنظمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. يوجد حراك عظيم موجه نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وتوجيه الأبحاث للاستفادة منه في مختلف القطاعات، مع توثيق مستمر باستخدام المؤشرات لهذا التقدم، ويركز التقرير بشكل كبير الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم الدول الأوروبية، وكندا، والصين، مع التطرق لبعض المجالات على مستوى العالم كما في البحث والتطوير. وفي المملكة العربية السعودية، هناك جهود عظيمة تبذل من قبل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، سواء على صعيد الشراكات بينها وبين الجهات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال العمل، أو في مجال نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي على مختلف المستويات لتمكين المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية من بناء نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكذلك في مجال سن الأنظمة واللوائح، وتوضيح المسارات المهنية لمن يرغب في التوجه نحو هذا المجال. وجميع هذه الجهود من الجيد أن توثق بشكل دوري للتاريخ، ولتوعية المواطنين، ودعم الباحثين، وإبراز الجهود على مستوى عالمي. ويمكن الاستفادة من مؤشرات (Indicators) الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، لقياس التقدم وتحديد الفجوات لكي يتمكن المعنيون من مختلف القطاعات، والباحثين من المشاركة في سد الفجوات، وتحقيق التطلعات الوطنية، كما يمكن أن يكون لهذه المؤشرات دور في بناء مؤشر (Index) التقدم في الذكاء الاصطناعي على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربي.