(اعقلها وتوكل) هذا الحديث قاله أفضل الرسل والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ولو رجعنا للوراء قليلاً لوجدنا أن هذا الحديث يحمل بين طياته معانٍ بليغة، فهو يدعونا إلى أن نعمل السبب ونتجنب الأخطاء ومن ثم التوكل على الله عز وجل، ولا راد لقضاء الله.. لندخل معاً في صلب الموضوع وهو رجل الأمن والمجتمع.. إن روح التعاون بين رجل الأمن والمواطن إنْ وجدت فهذا بحد ذاته يعتبر جميلاً وتقدماً حضارياً لامحدوداً يجب المحافظة عليه من كلا الجانبين، وأن يكون هناك ثقة بين الطرفين أي رجل الأمن والمجتمع المحيط به بشرط أن تكون هذه الثقة مبنية على أساس من الفهم والدراية، حيث أن كليهما أحوج للآخر من حيث التعاون والقضاء على الجريمة بجميع أنواعها وبدون استثناء ومهما كبر أو صغر حجم هذه الجريمة.. ولو رجعنا للوراء قليلاً لوجدنا أن رجل الأمن ما هو إلا منا وفينا، أي بمعنى آخر هو ابني وابنك، أخي وأخوك، انخرط في هذا السلك العسكري من أجل أداء جزء من الواجب المطلوب منه نحو دينه ثم مليكه ووطنه.. إذاً ومن هذا المنطلق نعرف أن رجل الأمن أحوج من المجتمع نفسه إلا مثل هذا التعاون، ونحن والحمد لله نعيش في مجتمع إسلامي أسسه قوية من حيث التكافل الاجتماعي وهو مصدر اعتزازنا نحن أبناء المملكة، إننا نلمس أن هناك تلاحماً لا حدود له بين المواطن ورجل الأمن، حيث إن الجميع يعدون أنفسهم رجال أمن وحراساً لهذا الوطن الغالي علينا.. فقد علمنا ديننا الإسلامي أن هناك علامتين: الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان.. نعم، ما أحلى الأمن والاستقرار! وما أجمل الصحة عندما نتمتع بها! والأجمل من ذلك عندما يكون التمتع بهما معاً فهذه نعمة من نعم الله يجب الشكر عليها، وكلنا نعرف أن الأمن والاستقرار دعامتان.. كل بلد يبحث عنهما أيضاً، ويجب أن لا ننسى أن تطبيق الشريعة الإسلامية نصاً وروحاً جزء لا يتجزأ من الاستقرار والأمان، قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). لو رجعنا قليلاً لوجدنا أن هذه الآية الكريمة تحمل في طياتها الشيء الكثير.. كنتم خير أمة أخرجت للناس، الله أكبر ما أعظمه من تكريم لنا نحن أمة محمد..! لا بد لنا أن نأمر بالمعروف بدون تسلط أو قوة خارجة عن الحدود والنظام المعمول به، وأن يكون هناك احترام مشاعر بين الطرفين سواء رجل الأمن أو المواطن.