هذا الحديث قاله أفضل الرسل والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ولو رجعنا لوجدنا أن هذا الحديث يحمل بين طياته الكثير والكثير من المعاني البليغة فهو يدعونا إلى أن نعمل السبب ونتجنب الأخطاء ومن ثم التوكل على الله عز وجل ولا راد لقضاء الله سبحانه. علماً بأن الخطأ وارد، فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. أخي المواطن والوافد: لندخل في صلب الموضوع وهو انطلاق فعاليات أسبوع المرور بدول مجلس التعاون الخليجي - تحت شعار (سياقتك ثقافتك) وفي نظري الشخصي أن هذا الأسبوع يجب ألا يقتصر على من لبس البدلة العسكرية سواء من أفراد المرور أو أي قطاع آخر عسكري، إنما كمواطنين لا بد أن نجعل من أنفسنا رجال أمن بصفة عامة وفي كل الأحوال وأن نكون عيوناً ساهرة على أمن واستقرار هذا الوطن العزيز علينا، كيف وهو الذي أعطانا الشيء الكثير والكثير (أي الوطن). لا بد أن نثبت لإخواننا العسكريين أننا نشاركهم المسؤولية والحفاظ على الأمن.. وان كل ما يقومون به من أعمالٍ بطولية محل اعتزازنا وفخرنا، كذلك لا بد أن نعرف تمام المعرفة أن هذه الأنظمة لم توضع أصلاً إلا من أجل سلامة الجميع بعد الله عز وجل. إذاً ومن هذا المنطلق أقول إن روح التعاون بين رجل الأمن والمواطن إن وجدت فهذا بحد ذاته يعتبر شيئاً جميلاً وتقدماً حضارياً لا حدود له ومن أوجب الواجبات المحافظة عليه من كلا الجانبين ولابد أن يكون هناك ثقة بين الطرفين أي رجل المرور والمواطن أو رجال الأمن بصفة عامة والمجتمع المحيط بهم. ولا بد أن تكون هذه الثقة مبنية على أساس من الفهم والدراية والاحترام المتبادل حيث ان كليهما أحوج للآخر من حيث التعاون والقضاء على الجريمة في وقتها وبجميع أنواعها وبدون استثناء ومهما كبر أو صغر حجم هذه الجريمة بما في ذلك المخالفات المرورية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء. قال تعالى:(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) .. نعم هكذا هي الشريعة الإسلامية تدعو إلى احترام النفس والبعد عما يسوؤها وأيضاً تدعو إلى المحافظة على النظام.. كذلك الشريعة الإسلامية جاءت بالقصاص، فالنفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن والأذن بالأذن والجروح قصاص، وهذا يعني المحافظة على النفس البشرية، عدا الأنفس التي ترتكب الفساد في الأرض، فهذه الأنفس لا حرمة لها ولابد من القضاء عليها وابعادها عن المجتمع الإسلامي. أخي المواطن: تذكّر أن رجل الأمن ما هو إلا منا وفينا، أي بمعنى آخر هو ابني وابنك، أخي وأخوك، صديقي وصديقك انخرط في هذا السلك العسكري من أجل أداء جزء من الواجب المطلوب منه نحو دينه ثم ميلكه ووطنه، ونحن - والحمد لله - نعيش في مجتمع إسلامي أسسه قوية من حيث التكافل الاجتماعي وهو مصدر اعتزازنا نحن أبناء المملكة، وشيء جميل أننا نلمس أن هناك تلاحماً لا حدود له بين المواطن ورجل الأمن، حيث إن الجميع يعدون أنفسهم رجال أمن وحراساً لهذا الوطن الغالي علينا، وهل هناك شيء أجمل من حب الوطن الذي تربينا تحت سمائه وأكلنا من خيراته وأعطانا الشيء الكثير والكثير.. فقد علمنا ديننا الإسلامي أن هناك علامتين الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان.. نعم ما أحلى الأمن والاستقرار وما أجمل الصحة عندما نتمتع بها والأجمل من ذلك عندما يكون التمتع بهما معاً، فهذه نعمة من نعم الله عز وجل يجب الشكر عليها وكلنا نعرف أن الأمن والاستقرار دعامتان.. كل بلدٍ يبحث عنهما أيضاً ويجب ألا ننسى أن تطبيق الشريعة الإسلامية نصاً وروحاً يعد جزءاً من الاستقرار والأمان، قال تعالى: ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) إذاً لنعرف أن أسبوع المرور الذي يحمل شعار (سياقتك ثقافتك) إنما هو أسبوع توعية وإرشاد والتعاون مطلب كل فرد ومجتمع. لذا أرجو أن نمحو من تفكيرنا الانطباع القديم من حيث ارتكاب المخالفات المرورية وأن نكون عوناً لرجال الأمن بصفة عامة بعد الله عز وجل وان نبلغ عن الجريمة قبل وقوعها كذلك المشتبه فيهم من ضعفاء النفوس وألا نترك لهم المجال فيما يهدفون إليه من أعمال مشينة. أسباب وقوع الحوادث لو رجعنا للوراء لوجدنا أن هناك ثلاثة أسباب لوقوع الحوادث: 1- السائق 2- الطريق 3- المركبة كما ذكر لنا خبراء الحوادث أن هناك أسباباً غير مباشرة لوقوع الحوادث منها: 1- حالة الطريق 2- حالة الجو 3- المشاة 4- التحكم في حركة المرور 5- تحليل أسباب الحوادث 6- التوعية المرورية. إنني أتعشم الخير في الجميع من حيث التعاون مع هؤلاء الرجال الذين يقفون تحت أشعة الشمس المحرقة صيفاً وبرد الشتاء القارص، إن إجهزة المرور تتعشم فيكم الخير فافعل ما تمليه عليك أنظمة السلامة. لتسلم ويسلم غيرك. والله من وراء القصد.