بات مدرب فريق الهلال البرتغالي جورجي جيسوس وكتيبته يشكلون لغزاً محيراً ومرعباً لجميع مدربي دوري روشن السعودي، وهم الذين وصلوا إلى 33 انتصاراً على التوالي في أطول سلسلة انتصارات على مستوى العالم دون تعثر بالتعادل أو الخسارة، والسلسلة الطويلة تجاوزت المستوى المحلي لتصل إلى مستوى القارة الآسيوية، إذ يشكل جيسوس بعبعاً مرعباً لكل من يقف في وجه كتيبته القوية والعاصية على المنافسين. لم يكن يأتي هذا الإنجاز لولا براعة الداهية البرتغالي الذي سبق وأن أشرف على تدريب الهلال في فترة ماضية وحقق معه مستويات ونتائج مميزة، لكن إدارة الهلال في حينها كان لها رأي آخر حين قررت إقالة المدرب في واحدة من أغرب حالات الإقالة التي تمت في دورينا. مزيج جيسوس وكوكبة النجوم والإدارة القوية المنظمة هو مثلث النجاح والرعب في الكتيبة الزرقاء التي يكمل فيها كل عنصر الآخر ليظهر لنا هذا الفريق الذي لا يقهر، والمرشح أيضاً لتحقيق أرقام تاريخية من الصعب النيل منها مستقبلاً. في الفترة الصيفية الماضية وبعد خصخصة عدد من الأندية تسابقت الأندية على التعاقد مع أسماء كبيرة في عالم كرة القدم دون النظر لعامل السن أو حاجة الفريق لهذا النوع من اللاعبين، وارتكزت التعاقدات على الأسماء كشهرة فقط، لكن رئيس مجلس إدارة نادي الهلال فهد بن نافل وأعضاء إدارته كان لهم رأي آخر، حيث ضخوا ميزانية ناديهم في تعاقدات مع أسماء مفيدة فنية ومنتقاة بعناية فائقة دون النظر للاسم كشهرة ولكن التركيز كان على العطاء الفني وطريقة اللعب والأرقام والإحصاءات، لينضم هؤلاء اللاعبون إلى آخرين محليين في غاية التميز بين قرنائهم في الأندية الأخرى، مما جعلهم على درجة انسجام عالية جداً. هذه الكتيبة المرعبة وجدت ضالتها في مدرب داهية يتعامل داخل المستطيل الأخضر بكل صرامة مع لاعبيه ومنافسيه، وخارج إطار الملعب هو مدرب وصديق وأخ للاعبين كافة، مما جعل الانسجام واضحاً بين الجميع، وتميز جيسوس بالتنوع التكتيكي المرن الذي جعل فريقه يهاجم بشراسة ويدافع باستماتة ويتفوق على المنافسين بجدارة، ولم يأتِ حتى الآن أي مدرب يفك شيفرة جيسوس العصية على الجميع!.