يقدم البرتغالي خورخي خيسوس مدرب الهلال نفسه كمدرب عالمي في كل مواجهه هلالية بمستوى مغاير عما قبله، فالوضع الذي يعيشه الهلال هذا الموسم مختلف إلى حد كبير من المواسم الماضية إذا ما اعتبرنا أن الهلال صاحب سطوة تاريخية على جميع أندية القارة، الهلال هذا الموسم يزخر بنجوم عالميين جعلوا من كبير آسيا فريقا مرعبا ومخيفا لكل من يواجهه في جميع البطولات، هذا الحال لم يكن جديداً على الشارع الرياضي ولكن العمل المؤسسي والاحترافية العالية في مواسم مضت ترجمت إلى نجاح إداري في المقام الأول وفني بوجود مدرب عظيم وصاحب فكر متميز عن الجميع، فما يقدم على أرض الميدان يفوق كل أندية القارة وربما يفوق الأندية العالمية في ظل ما يملكه من لاعبين على مستوى عال من الخبرة والمهارة التي تسجل حضوراً مميزاً في جميع البطولات، المدرب جيسوس يرسل رسائل مهمة لجميع الهلاليين بعد مباراة بأن الأرقام العالمية التي يسجلها «الزعيم» ليست إلا أهدافا ثانوية، وإنما لم يتحقق أي منجز أو بطولة حتى الآن، ويعزز المدرب الداهية ذلك بأن الهلال يملك مقومات النجاح في أي بطولة ولكن إلى الآن لم نحصل على لقب يجعلنا نفاخر به في الواقع، جيسوس وهو يقدم هذه الرسائل يحاول أن يدخل الحذر والاهتمام لعقول اللاعبين فمهما قدمتم من مستويات مبهرة لن تشفع لكم في حال خسرتم بطولة، ولم يسجل التاريخ لكم أي منجز بدون رفع البطولات والحصول على الذهب، جيسوس يعلم أن الإفراط في المدح للاعبين والأجهزة الإدارية يسبب تراخيا في الأداء واتكال على الكلمات الرنانة التي لا تسمن ولاتغني عن الألقاب وقتها سيذهب المدح هباء منثوراً ويجير لمن يحقق الذهب، صحيح أن الفريق يملك نجوما على قدر من الثقة وتحب أن تكون في المقدمة دائماً ولكن هي عوامل نفسية تؤثر على الجماهير واللاعبين للركون إلى تحقيق الأرقام القياسية وترك زبدة الموسم وهي رفع الكؤوس في المنصات، لذلك يحذر المدرب الداهية من هذا التراخي الذي ربما يصيب اللاعبين في المنعطف الأخير في البطولات الأهم هذا الموسم.