التعليم هو لغة الشعوب وعلامة التقدم والرقي والازدهار، بعكس الجهل والانحطاط فهو تدمير الشعوب و»مكانك راوح». ولن تجد شعباً غير متعلم يصل إلى التطور في جميع مناحي الحياة (الأمنية - الاقتصادية - التعليمية - الاجتماعية - الثقافية العسكريه.. إلخ) فإذا قيمنا تقدم هذه الشعوب في منحى من مناحى الحياة مثل التقنية التي تدخل في جميع مفاصل الدولة، فلا تنمية بدون تقنية ولا تطور عسكري وأمنى بدون تقنية حتى أصبح هناك (حكومة إلكترونية) التي وفرت الجهد البشري والمال؛ ومن لم يسلك هذا المسلك من الدول سوف يقع في آخر ذيل التقدم والرقي، فالحكمة ليست في طول العام الدراسي أو في تكثيف المواد وشحن أدمغة الطلاب من خلال الكتب المدرسية التي توزع كل عام، ولكل طالب وطالبة ويكون مصيرها في نهاية العام الدراسي الإهمال بعد أن صرف عليها مليارات الريالات من قبل الدولة - أعزها الله - التي ترصد المليارات لهذا التعليم، فنجد الطالب أو الطالبة وهذه سياسة بعض المعلمين والمعلمات الذي يهمهم أن يحفظ الطالب والطالبة الدرس شبه غيب، فلو أخطأ الطالب أو الطالبة ونسى جزءا من الدرس المقرر نجده يقف ولا يستطيع إكمال هذا الدرس الذي طلب منه. نحن نريد تربية وتعليم يستطيع الطلاب والطالبات أن يفكوا حروف الدرس ويفهموا معناه ويستوعبون جمله لا نريده ترديد وتلقين فقط؛ فعندما يفهم الجميع معنى الدرس وتحضره ينعكس هذا على أفراد المجتمع من قبل المتعلم؛ فعلى سبيل المثال عندما يتحدث ويشرح المعلم والمعلمة درساً كالأخلاق والصفات الحميدة أو درساً حول احترام الوالدين والعطف على الصغير واحترام كبير السن.. إلخ، كل هذه الدروس والصفات سوف تكون جزءا من تعامل هذا الطالب أو الطالبة مع أفراد المجتمع وبهذا يكون أفراد المجتمع نتيجة لهذه الطريقة متاحبين بحب بعضهم بعضا، ويعطف بعضهم على بعض. نعود إلى عنوان المقال وهو (طول العام الدراسي) على مدى ثلاثة فصول ينفصل بعضها عن بعض بالإجازات القصيرة التي تربك وتشوش عقول الطلاب، وخاصة من يحفظ المنهج الدراسي ولا يفهمه فحبذا لو تختصر هذه الإجازات المتفرقة وتكون على مرحلتين نصف السنة والإجازة نهاية العام الدراسي، وهذه الإجازات المتفرقة سوف تتيح عدم الدراسة في شهر رمضان المبارك غير المجدية لتعوّد الطلاب السهر ومتابعة المسلسلات الرمضانية، ويدخل هذا الشهر في الإجازة الأولى أو الأخيرة من العام، لذا فطول العام الدراسي الذي يمتد لتسعة أشهر ليس مقياسا لتحصيل الطلاب والطالبات واستيعابهم للمنهج الدراسي، لأن أغلب الدول المتقدمة ليس لديها هذه المدة في العام الدراسي الواحد. * عضو هيئة الصحفيين السعوديين