شبّه الرئيس الأميركي السابق ومرشّح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترمب السبت نفسه ب"مانديلا العصر الحديث"، في خطوة انتقدها بشدّة معسكر منافسه الرئيس الديموقراطي جو بايدن. وخلال العام الماضي، وجّه القضاء إلى الرئيس السابق اتّهامات في أربع دعاوى جنائية تصل العقوبة في كلّ منها إلى السجن. ويهاجم ترمب بانتظام القاضي خوان ميرشان، وذلك عبر رسائل تحريضية ينشرها على شبكات التواصل الاجتماعي، في حين فرض القاضي قيوداً على التصريحات الصادرة عن المتّهم والمتعلّقة بهذه الدعوى. وفي منشور طويل جداً نشره على شبكته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي، فصّل ترمب بإسهاب هذه القيود المفروضة عليه، متّهماً القاضي ب"انتهاك القانون والدستور في الوقت نفسه". وقال ترمب "إذا كان هذا القاضي المنحاز يريد أن يزجّ بي في السجن لقولي الحقيقة الواضحة والجليّة، فسأصبح بكل سرور نيلسون مانديلا العصر الحديث، سيكون ذلك شرفاً عظيماً". وهذه ليست المرة الأولى التي يقارن فيها ترمب نفسه بالزعيم التحرّري الجنوب أفريقي الذي أنهى نظام الفصل العنصري في بلاده في تسعينيات القرن الماضي بعدما أمضى 27 عاماً في السجن. وفي تجمّع انتخابي في 2023 قارن ترمب نفسه بالرئيس الجنوب أفريقي الذي رحل في 2013. وسارعت حملة الرئيس الديموقراطي جو بايدن المرشّح لولاية ثانية في انتخابات الخامس من نوفمبر إلى انتقاد ترمب على هذه المقارنات. من جهة أخرى حصل دونالد ترمب السبت على أكثر من 50 مليون دولار خلال أمسية ضخمة لجمع التبرعات في فلوريدا، في فصل جديد من "حرب التبرعات" الدائرة بين الرئيس الجمهوري السابق والديموقراطي جو بايدن في السباق إلى البيت الأبيض. في الحملة الانتخابية الأميركية، تعدّ الأموال مصدر فخر للجانب الذي يجمع المبلغ الأكبر. وهي أيضا عائد لا غنى عنه في وقت يبدو أن انتخابات العام 2024 ستكون الاقتراع الرئاسي الأكثر كلفة في تاريخ البلاد. ودخل المرشّحان هذه المنافسة قبل أشهر، مع نشرهما بيانات يفاخران فيها بالمبالغ التي جمعها كل منهما. وتسارع التنافس مع إقامة أمسية ضخمة في نيويورك نهاية مارس جمع خلالها الرئيس بايدن 25 مليون دولار، وهو "مبلغ قياسي" بحسب فريق حملته. لكن ترمب تمكّن السبت من جمع نحو ضعف ذلك المبلغ خلال الأمسية التي نظمت في بالم بيتش، على مقربة من مقر إقامته الفاخر في مارالاغو، مع إعلانه جمع أكثر من 50,5 مليونا. وصرّح الرئيس السابق الجمهوري "كانت الأمسية مذهلة حتى قبل أن تبدأ، لأن الناس أرادوا المساهمة في قضية، وهي جعل أميركا عظيمة مرة أخرى". ونظم هذه الأمسية السبت الملياردير جون بولسن، أحد الرأسماليين القلائل الذين استفادوا من الأزمة المالية 2008 - 2009 بفضل رهاناته على انهيار سوق العقارات. وهو اعتبر أن هذا الحدث جعل من الممكن "جمع أكبر مبلغ دفعة واحدة في تاريخ" الحملات السياسية. من بين الضيوف الذين حضروا الأمسية رجل الأعمال روبرت بيغلو الذي جمع ثروته من قطاع الضيافة قبل إدارة شركة متخصصة في بحوث الطيران، وجون كاتسيماتيديس، وهو مالك سلسلة متاجر بقالة كبرى. ومن المعروف أن الرجلين من كبار المانحين للحزب الجمهوري. كذلك، حضر بعض المنافسين السابقين لترمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، من أبرزهم تيم سكوت وفيفيك راماسوامي وداغ بورغوم الذين أيدوا منذ ذلك الحين ترشّح السبعيني، ويأملون أن يكونوا جزءا من إدارته في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل. وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن المقعد إلى طاولة دونالد ترمب بيع بسعر 814600 دولار. وتُستخدم هذه المبالغ الهائلة لتمويل سفر المرشحين ودفع رواتب فريق حملتهم وإجراء استطلاعات رأي بالإضافة إلى دفع تكاليف الإعلانات التلفزيونية، من بين أمور أخرى. وسارع جو بايدن الذي يقدّم نفسه بوصفه ممثلا للطبقة الوسطى، إلى انتقاد الحدث الذي ينظمه ترمب في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي السبت. وقال "ينظم دونالد ترمب حملة لجمع التبرعات مع مجموعة من المليارديرات من عالم المال الذين يريدون خفض الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية بينما يقدّمون لأنفسهم تخفيضات ضريبية". ويحظى الرئيس الديموقراطي بمصادر تبرعات أفضل من تلك المتوافرة لمنافسه الجمهوري الذي يستخدم جزئيا الأموال التي جمعت من أنصاره لتغطية النفقات المرتبطة بالإجراءات القانونية المتعددة التي يواجهها.