الجنة الوجهة التي ينعم فيها الأبرار بعد الموت، حيث يُمنح الناس بمقتضى أعمالهم الصالحة في الدنيا مكافأة في الآخرة، وتتكون الجنة من سبعة مستويات مختلفة حيث يتم تقسيمها إلى مراتب متفاوتة ويتواجد في كل مستوى نبي مختلف يسكنه، وفقًا لصحيح البخاري. أولها جنة عدن هناك بعد التوبة وتقديم الجزاء عن كل خطيئة ترتكب يُمنح المسلم مكانًا في الجنة ويجدون مأوى في جنات عدن، وهذا هو المكان الذي يحظى فيه الإنسان بأعظم قبول من الله ويُعد الانتصار الأكبر فالأنهار التي تجري تحت الحدائق توفر كل ما تتمناه النفس وما يحتاج إليه، وثانيها جنة الفردوس فهي أعلى المراتب في الجنة عند المسلمين يقول الله تعالى:»كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا» [الكهف]. جنة النعيم ولها مقام فائق الرفعة للمؤمنين الذين يُؤمنون بالله ويعملون الخيرات، حيث تتجلى قناعتهم في تصرفاتهم وأفعالهم يعيشون هؤلاء المؤمنون حياة مليئة بالسعادة والرغد وتقودهم هذه القناعة إلى مستوى متميز حيث يجدون أمامهم أنهارًا جارية تلك الأنهار تشكل جزءًا لا يتجزأ من هذا المستوى الرفيع، ورابع المستويات مستوى جنة المأوى تقع في مكان رفيع يمين العرش يُقال إنها المكان المخصص لاستضافة الشهداء، يُروى أن آدم عليه السلام استوى بها قبل أن يُخرج منها وتوجد في السماء السابعة وهي مُستقر جبريل وميكال عليهما السلام. أما دار الخلد وهي خامس المستويات يعيشون فيها إلى الأبد بلا انقطاع أو تغيير كما أن هذه الصفة تنطبق على جميع الجنان في الجنة، حيث يتمتع أهلها بالسكينة والراحة الأبدية ويقول الله تعالى: «هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» [البقرة] ، وفيما يتعلق بدار المقام فإنها السادسة وتجسد الوجهة التي تجد فيها الروح ملجأً أبديًا وفي هذه المرحلة يتلاشى الإرهاق والتعب، وآخر المستويات دار السلام أعدها الله لأوليائه وعباده في الآخرة، إنها المقصد الذي لا يعرف فيه الألم والابتلاء حيث يعيش المؤمنون في سلام وسعادة دائمة لقوله تعالى: «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»[يونس]، و دار السلام يتجلى فيها السلام والانسجام وتستمتع فيه الأرواح بقرب الله ورضاه. (كتاب الجنة والنار)