الجنة دار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهي دار جنانها تجري من تحتها الأنهار، قصورها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وتتعدد أسماء الجنة بحسب عظمة المنزلة، ولقد وُردت في القرآن الكريم بعدة أسماء منها: (جنة الفردوس) وهي أعلى الدرجات في الجنة عند المسلمين، كما وردَ في الأحاديث الصحيحة، وذكرت في القرآن في قوله: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا". [الكهف: 107] ومن ثم وُردت باسم (دار السلام) وسُميت بذلك لأن كل من دخلها سَلِم من البلايا والرزايا وفي قوله تعالى «لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ» الأنعام: 127. ثم وُرد اسمها الثالث وهو (جَنةُ الخُلد) وقال الشوكاني: (في إضافةِ الجَنَّةِ إلى الخُلدِ إشعارٌ بدَوامِ نَعيمِها وعَدَمِ انقِطاعِه، وقال تعالى: "قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرَاً" الفرقان: 15 ومن ثم (جنة المأوى) وقال عنها ابنُ القيم: قال مُقاتِلٌ والكَلبيُّ: هي جَنةٌ تَأوي إليها أرواحُ الشُّهداءِ. وقال كَعبٌ: جَنةُ المَأوى جَنَّةٌ فيها طيرٌ خُضْرٌ ترتَعُ فيها أرواحُ الشُّهداءِ. و(جنة النعيم) وهي دار النعيم والخلود وفيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وورد ذكر جنات النعيم في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، «سورة لقمان: الآيتان 8 - 9 كما وردت باسم (دار القرار) في قوله تعالى «يقَوْمِ إِنَّمَا هذِهِ 0لْحَيَوةُ 0لدُّنْيَا مَتاعٌ وَإِنَّ 0لآخِرَةَ هِىَ دَارُ 0لْقَرَارِ» غافر: 39. وذكرت (دار المُتَّقِينَ) في قولهِ تعالى: وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ. ومن ثم وُرد اسمها الأخير (جنة عدن) وقال ابن عُثيمين: العَدْنُ بمَعنى الإقامةِ في المَكانِ وعَدَمِ النُّزُوحِ عَنه، ومِن تَمامِ نَعيمِ أهلِ الجَنَّةِ أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهم لا يَطلُبُ تَحَوُّلًا عَمَّا هو عليه مِنَ النَّعيمِ وقال اللهُ تعالى: (جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ) . المصدر: الدرر السنية، كتاب: الفتاوى الشرعية / المؤلف: أحمد شريف النعسان