عبارة (الحقيقة مرة) تمر على مسامعنا مرور الكرام، ولكن الحكم على الحقيقة أنها مرة ظلم للحقيقة وظلم لأنفسنا ولغيرنا لأننا عندما نواجه صعوبات الحياة وضغوطات العمل نحتاج إلى القليل من السكر لتحلية تلك الحقيقة، نعم نحتاج لذلك ليسير ركب الحياة، ونستسيغ شرب تلك الحقيقة، فكم من عبارة جميلة غيرت مسار الكثير من الناس وجعلت منهم ناجحين لو أضفنا عليها القليل من السكر، فصدقها العقل الباطن وكانت السبب في التغلب على الكثير من الضغوط النفسية والإقلال من تقدير الذات، وكم أشفى القليل من السكر الكثير من الأمراض الاجتماعية، وقد تعلمنا من قصص أجدادنا وهم غالباً لم يكونوا خريجي جامعات ولا درسوا علم نفس النمو ولا نظريات بافلوف الشرطية، ولا قانون إثبات الذات، ولكنهم عرفوا من تجارب الحياة أن الطفل هو نتاج ما تمليه عليه من عبارات سيئة ومحطمة أو جميلة ومحفزة ولو أضفنا على الحقيقة المرة القليل من السكر الذي بدوره يرفع المعنويات ويدفع للنجاح، ومن خلاله نجعل من الأخطاء سلم نصل به إلى قمة النجاح فما أجمل أن نقول أنت ذكي وتقدر تحل المشكلة، وأنت حكيم أحب أسمع رأيك خاصة فئة الشباب وحتى الأطفال، وعندها تترسخ هذه الفكرة وغيرها من الأفكار ويكون قادراً على مواجهة معارك الحياة ولو بالقليل من السكر، وفي الحقيقة يحتاج العالم إلى أطنان من السكر كل يوم وإلا تصارعت الأفكار وزادت الأحقاد وتكبدنا الخسائر، وأعتقد لو سميناها الحقيقة الحلوة دون زيادة السكر ليبقى طعمها معتدلا وغير مضر بالصحة وتسير بنا دروب إلى الأجمل والأدهى، وهذا لا يعني تجميل الكذب فهو قبيح ولو تزين بأجمل الثياب وأضيفت له أجمل الأسماء، ولكن الحقيقة التي حكمنا عليها أنها مرة قد تكون حقيقة حلوة لم لا؟ ولكن حذار من زيادة السكر الذي يحول الحقيقة المرة إلى الكذبة الحلوة وفي هذه الحالة يختلط الحابل بالنابل الذي بالنهاية يكون مرضا مستعصيا يصعب علينا علاجه.. حمانا الله وإياكم.