بتاريخ الثلاثاء 9 رمضان 1445ه 19 مارس 2024م نشرت «الرياض» خبراً عن نجاح وتطور زراعة مشروب القهوة والشاي في بلادنا الحبيبة، وكان من شقين؛ أحدهما عن واردات المملكة من الشاي والقهوة والذي بلغ 640 مليون دولار أي ما يقرب من 2400 مليون ريال، ومن المعروف أن يظل الشاي والقهوة مشروبين ثابتين وراسخين بين كافة مستهلكي العالم، ونحن من ضمن هذا العالم المستهلك، واعتبار تقديمهما جزءاً من كرم الضيافة المعهود في بلادنا؛ وعن الشق الثاني هو أن البيانات تشير إلى أن المملكة تصدر شاياً سنوياً بقيمة 10.9 ملايين دولار، مما يجعلها في المرتبة 44 بين أكبر مصدري الشاي في العالم، إلى الأردن والكويت ومصر وفلسطين والبحرين وفي جانب الاستيراد، تشتري المملكة ما قيمته 201 مليون دولار من الشاي سنوياً، أي أنها في المرتبة 13 بين أكبر مستوردي الشاي في العالم ويتكاثر وجود الشاي وزراعته في بلادنا الغالية في جبال جازان، وبدأت العناية به من قبل المزارعين، ويمكن زراعته في النطاق الجغرافي لجنوب غرب المملكة كاملة وخصوصاً متوسطة الارتفاع. كما بمحافظة الداير والعلا؛ وللشاي عدة أنواع وألوان (الأحمر والأخضر والأبيض والأزرق)، وللشاي فوائد غذائية وصحية كما وله مذاقات مختلفة.. إلخ، وفي الحقيقة إن مما يؤرقني أنه رغم وجود نبات الشاي في بلادنا ولكن للأسف أجزم أن أكثر من 90 % من المواطنين لا يعرفون عنه شيئاً وأنا أحدهم؛ والسبب ضعف تسويقه والتعريف به بين أفراد المجتمع، والمعروف أن الشاي هو العنصر الثاني كعنوان للكرم والضيافة، ولكني هنا أسأل أين التثقيف الزراعي به؟ القهوة والشاي مشروبان رائجان لدينا، وقد سعدت بأن حظيت القهوة بالاهتمام اللازم؛ فقد جرى احتفاء العالم ومن ضمنه المملكة باليوم العالمي للقهوة، الذي يصادف الأول من شهر أكتوبر كل عام، بهدف تشجيع وزيادة الوعي ودعم المهتمين به والمزارعين، خاصة فيما يتعلق بالجودة والشغف المصاحب لهذا المشروب، وقد كان أول تاريخ رسمي لهذا اليوم وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة «ICO» هو 1 أكتوبر 2015م؛ وتعد القهوة أكثر مشروباً استهلاكياً حول العالم، بيت القصيد أتمنى في ظل هذا الاهتمام الذي نعيشه في شتى المجالات أن تحظى زراعة الشاي بحضور أكثر وبما يشجع المزارعين بالتوسع في زراعته كما هو حاصل بالنسبة للقهوة، فأماكن زراعته متوفرة والحمد لله، والدولة -أعزها الله- متمثلة بوزارة الزراعة لن تتوانى عن بذل وتوفير كل ما أمكن لتطوير زراعة الشاي، لعلنا نكون في يوم ما من أشهر مصدريه إلى جانب القهوة لمختلف دول العالم وبأنواعه وألوانه، وما ذلك على الله بعزيز.