من أسمى الأماني وأعظم النعم صُحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين وشجعهم على أداء الأعمال الصالحة التي تؤدي إلى رفقته ومشاركته في الجنة، فإن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خير خلق الله، وقد خصه الله تعالى بأعلى المنازل في الجنة، حسبما ورد في صحيح مسلم: «اسألوا الله الوسيلة لي، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو». إن التمتع بمجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة هو حلم كل مؤمن، وهناك أسباب تحث المؤمن على أن يسعى لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وأولها طاعة الله ورسوله، فإن الله تعالى وعد كل من يطيعه ويطيع رسوله بأن يكون جنب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وفي سورة النساء يقول الله تعالى: «وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا»(69) ، ومن الأسباب أيضاً إقامة الصلاة وكثرة السجود ففي صحيح مسلم: (قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِيُّ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي «سَلْ» فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ» قُلْتُ هُوَ ذَاكَ قَالَ «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»، وثالثها محبة الله ورسوله ففي الصحيحين: (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَا أَعْدَدْتَ لِلسَّاعَةِ». قَالَ حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، قَالَ: «فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»، وكفالة الأيتام من الأسباب الصريحة لمرافقة نبي الله ففي صحيح البخاري: (عَنْ سَهْلٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وأشار بالسبابة والوسطى»، وآخرها حُسْن الخلق من جمال الخُلق والأخلاق الحميدة ويسعى لإصلاح العلاقات بينهم، وأن يكون بارًا ومحسنًا لوالديه، وأن يعبر عن شكره ورضاه لله تعالى على ما قسمه له من نعم ومصائب. (رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، كتبه: أبو مالك المقطري)