لذي الحُليفة أهمية من الناحية الدينية والتاريخية؛ حيث يعد أحد المواقيت المكانية التي حددها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لمن أراد العمرة أو الحج مارًا بالمدينةالمنورة، وتقع ذو الحليفة في الجنوب الغربي من المدينة ضمن امتداد وادي العقيق الأصغر، وذو الحليفة أبعد المواقيت التي حددها النبي عن مكةالمكرمة؛ إذ قدرت المسافة قديمًا بعشرة أيام تقل أو تكثر بحسب اختلاف الطرق، أما اليوم فتبعد عن المسجد الحرام بنحو 433 كلم، وعن المسجد النبوي حوالي 10 كلم، كما أنها أول المنازل عند خروج الحجاج من المدينة، وآخر منزل ينزله الحجاج قبل دخولهم المدينة، ومن الأحداث التاريخية المرتبطة به، فقد ولدت الصحابية أسماء بنت عميس ابنها محمد بن أبي بكر الصديق -رضي الله عنهم- في حجة الوداع عام 10ه، وفي منتصف شهر رمضان سنة 1105ه نصب أمير مكة سعد بن زيد خيامه في ذي الحُليفة بعد أن قام بحملة تأديبية للقبائل التي هاجمت المدينة، فحقق نصرًا فيها. وتوجد في ذي الحُليفة آبار كثيرة عذبة الماء، وفي سنة 1376ه وصُفت ذو الحُليفة بأنها ذات آبار ومزارع على مدى شقي العقيق من جانبيه الشرقي والغربي، تتجاوز في مجموعتها ثلاثين بئرًا حية، أما عن مسجد ذي الحليفة عُرف بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي بني فيه المسجد ويسمى أيضًا مسجد الشجرة لبنائه في موضع الشجرة التي كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- ينزل ويصلي تحتها عند خروجه من المدينة حاجًا أو معتمرًا، وعرف أيضًا باسم مسجد الميقات، ومسجد المحرم، ومسجد الإحرام، ومسجد أبيار علي أو مسجد آبار علي. باحثة دكتوراه في التاريخ