انهار جسر مروري كبير في وقت مبكر الثلاثاء في بالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة بعدما اصطدمت به ناقلة حاويات، جارفا في سقوطه سيارات وأشخاصا. وتبحث طواقم الإسعاف عن ستة أشخاص على الأقلّ في المياه في موقع الحادث، مستعينة بمسيّرات ومروحيات وغوّاصين. ومن بين الضحايا المحتملين، عمّال كانوا يعملون على الجسر الذي يعلو مصبّ نهر باتابسكو. وقال جيمس والاس رئيس خدمة الإسعاف في المدينة إن "مسبارنا الصوتي رصد وجود سيارات تغمرها المياه"، موضحا "لم أحصل بعد على العدد المحدّد". وأظهرت تسجيلات لكاميرات المراقبة ناقلة حاويات تصطدم بإحدى ركائز جسر فرنسيس سكوت كي، ما تسبب بانهيار عدّة أقواس من الجسر في النهر. وتظهر في التسجيلات أضواء يبدو أنها متأتية من مركبات على الجسر قبل أن يتقطّع وتسقط أجزاء منه في المياه قرابة الساعة 1,30 بالتوقيت المحلي (5,30 ت.غ.). وكان طاقم السفنية قد أبلغ السلطات قبيل الحادث بمشكلة تقنية أفقدت السفينة طاقتها وجعلتها خارجة عن السيطرة، بحسب ما كشف حاكم ولاية ماريلاند ويس مور، ما سمح بوقف جزء من الحركة المرورية على الجسر وإنقاذ الأرواح. وكادت جنيفر وولف أن تخسر نجلها البالغ 20 عاما في الحادثة. فقد توجّه إلى الجسر قبل ثلاث دقائق من الكارثة قبل أن يعود أدراجه منهارا، "فبدأتُ أبكي معه"، بحسب ما أخبرت هذه الأربعينية. ونقلت قناة "سي ان ان" عن أحد سكان المنطقة قوله "استيقظنا على ما يشبه زلزالا أرضيا وعلى ضجيج مدوّ امتدّ فترة". ونُقل شخص إلى المستشفى "في حالة خطرة جدّا"، بحسب ما أعلن رئيس خدمة الإسعاف، في حين خرج آخر سالما. وقال رئيس شرطة بالتيمور ريتشارد وورلي "ما من دليل بتاتا على أنه عمل إرهابي أو عمل ارتُكب بقصد محدّد". * محور أساسي - كان هذا الجسر المؤلّف من أربعة مسالك يمتدّ على 2,6 كيلومتر في جنوب غرب بالتيمور، المدينة الصناعية والساحلية الكبرى في ولاية ماريلاند على مسافة حوالى 60 كيلومترا من جنوب شرق واشنطن. وهو محور أساسي بين الشمال والجنوب للمواصلات والاقتصاد في الساحل الشرقي للولايات المتحدة. ويحمل اسم فرنسيس سكوت كي الذي ألّف كلمات النشيد الوطني الأميركي. وطوّقت الشرطة الموقع، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وعُلّقت الملاحة البحرية في مرفأ بالتيمور الذي يعدّ من أكثر المرافئ حركة في الولاياتالمتحدة "حتّى إشعار آخر"، بحسب السلطات. وأعلن حاكم ولاية ماريلاند الأميركية حال الطوارئ الثلاثاء بغية تسريع عملية تعبئة المساعدات الفدرالية. وأظهر موقع مراقبة حركة الملاحة البحرية "MarineTraffic" ناقلة حاويات ترفع راية سنغافورة مسمّاة "دالي" متوقّفة تحت الجسر في وقت مبكر الثلاثاء. وأعلنت مجموعة "ميرسك" الدنماركية الكبيرة للنقل البحري أنها استأجرت السفينة التي تشغّلها مجموعة "سينرجي مارين غروب". وكتبت "ميرسك" في بيان "فُجعنا بما حدث في بالتيمور وأفكارنا مع الأشخاص المتضرّرين". وأعلن مشغّل السفينة الثلاثاء أنه ما من مصابين في أوساط طاقم الناقلة. وجاء في الموقع الإلكتروني لمجموعة "سينرجي مارين غروب" إن "كلّ أعضاء الطاقم، بمن فيهم القبطانان، تمّ العثور عليهم وما من مصابين في صفوفهم". وتطرّق رئيس بلدية بالتيمور إلى "مأساة لا يمكن تصوّرها". وقال براندون سكوت خلال مؤتمر صحافي "نفكّر بداية في العائلات والأشخاص المتضرّرين والأشخاص الذين ينبغي إسعافهم ونركّز عليهم". ومن شأن التحقيق أن يحدّد كيف أمكن لصدمة ارتطام أن تتسبب بانهيار عدّة أقواس من الجسر المعدني الذي بدأ تشييده في العام 1972 ودُشّن في 1977. وحتّى لو كانت ناقلة الحاويات الممتدّة على 300 متر طولا تتمتّع بقوّة قصورية كبيرة، لا سيّما مع حمولتها، إلا أن "هول الأضرار التي ألحقت بالهيكل الضخم للجسر يبدو غير متكافئ مع السبب. ولا بدّ من أن تنظر التحقيقات في هذه المسألة"، بحسب ما قال توبي موترام الخبير في المنشآت الكبيرة في جامعة ووريك البريطانية.