تخطى القراصنة الصوماليون بخطفهم ناقلة النفط السعودية العملاقة (سيريوس ستار) الأحد الماضي عتبة جديدة في مجال القرصنة إذ باتوا يهددون محوراً رئيسياً في حركة الملاحة ولا سيما في ظل عجز قوات البحرية الغربية عن التصدي لهم. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأن خطف سيريوس ستار ستثير حملة دولية على أعمال القرصنة التي شبهها بالإرهاب. وقال سموه في مؤتمر صحفي في أثينا أمس إثر لقاء مع وزيرة خارجية اليونان دورا باكويانيس إن المملكة ستلقي بثقلها وراء مبادرة يقودها الأوروبيون لتصعيد إجراءات الأمن في الممرات الملاحية المزدحمة قبالة سواحل شرق إفريقيا. وقال هذه مبادرة سننضم إليها مع العديد من الدول الأخرى المطلة على البحر الأحمر. وأضاف (هذا العمل المثير للغضب من جانب القراصنة أعتقد أنه سيدعم عزم الدول المطلة على البحر الأحمر ودول العالم على محاربة القرصنة). وقال سموه (إن القرصنة، مثلها مثل الإرهاب، داء يضرب كل العالم). وحتى أمس الثلاثاء لا تزال ناقلة النفط راسية قبالة مرفأ هرارديري شمال مقديشو بحسب ما أفاد مسؤول كبير في منطقة بونتلاند شمال الصومال. وهرارديري هو أحد المرافئ التي يستخدمها القراصنة الصوماليون فيقتادون إليها السفن التي يخطفونها في انتظار تلقي الفدية التي يطالبون بها لقاء الإفراج عن السفن وطواقمها. وقالت وحدة الشحن البحري التابعة لشركة أرامكو السعودية أمس إن عمليات شحن صادرات النفط السعودي مستمرة كالمعتاد. وقال متحدث باسم شركة فيلا الدولية لرويترز لم يحدث توقف لعمليات الشحن. العمليات مستمرة على مستوى العالم كالمعتاد. هذا حادث مؤسف وهذه المنطقة حساسة للغاية. إلى ذلك، قال مصدر من شركة فيلا انترناشينال مارين إن جميع أفراد طاقم الناقلة المؤلف من 25 شخصا يحملون الجنسيات البريطانية والكرواتية والبولندية والفيليبينية والسعودية، (لم يصابوا بأي أذى). وخطف القراصنة الناقلة (سيريوس ستار) البالغ طولها 330 متراً (يوازي حجمها حجم ثلاثة ملاعب لكرة القدم) والمحملة مليوني برميل نفط خام وسط المحيط الهندي على مسافة أكثر من 800 كلم جنوب شرق مدينة مومباسا في كينيا، في عملية غير مسبوقة. والناقلة مملوكة من قبل شركة أرامكو النفطية السعودية وتشغلها شركة (فيلا انترناشينال مارين) التي مقرها دبي والمملوكة أيضاً من أرامكو وبدأت الخدمة يوم 18 نيسان - إبريل الماضي ويصل ثمنها إلى نحو 150 مليون دولار. وتزامناً مع أزمة حاملة النفط استولى قراصنة على سفينة شحن من هونغ كونغ تقوم شركة إيرانية بتشغيلها في خليج عدن قبالة سواحل اليمن، بحسب ما أعلن الأسطول الخامس الأمريكي. وأوردت وكالة أنباء الصين الجديدة في وقت سابق نقلا عن المركز الصيني للأبحاث والإغاثة البحرية أن السفينة (ديلايت) كانت تقل 36 ألف طن من القمح إلى ميناء بندر عباس الإيراني وعلى متنها طاقم من 25 شخصاً.