في تحقيق حول مجموعة"ميرسك"الدنمركية أكبر شركة شحن حاويات عالمياً، أشارت صحيفة"فاينانشال تايمز"اللندنية إلى ان حريقاً اندلع في حوض بناء السفن حيث تشيّد الشركة أكبر ناقلة حاويات في العالم، تحمل أسم زوجة مؤسس الشركة"إيما ميرسك"، تعطل معه موقع الشركة الإلكتروني بسبب الضغط الكبير على تصفحه من قبل خبراء صناعة السفن الذين حاولوا الوصول إلى معلومات قيّمة حول حمولة السفينة الملقبة ب"الجزيرة العائمة"تستوعب 13.5 ألف حاوية على متنها. إذ تشتهر"ميرسك"بأنها رائدة في استخدام سفن شحن ضخمة ومنخفضة التكاليف، لكنها تتحفظ على تقديم معلومات حول قدرة استيعاب أسطولها التجاري الضخم تشغل 550 سفينة حاويات تملك منها 215، على رغم ان أسهمها مدرجة في بورصة كوبنهاغن. والسبب يعود إلى ان معظم أسهمها 55 في المئة ما زالت مملوكة للعائلة المؤسسة ماك كيني- موللر، التي تمتلك حتى اليوم 75 في المئة من حقوق التصويت. وأضافت الصحيفة ان"ميرسك"التي أسسها أرنولد موللر في 1904 ما زالت تشكل المحرك الأهم في تطوير سبل خفض تكاليف الشحن البحري عالمياً، منذ تاريخ اختراع الحاويات في 1956. إذ بفضل دأبها على استنباط حلول تقنية،"أصبحت كلفة شحن بحراً حاويةً من أوروبا إلى الصين تكلف أقل من نقلها بواسطة شاحنة براً من المرفأ إلى مخزن يقع على بعد 160 كيلومتراً"، وبالتالي، ينسب إليها العمل على تعزيز"العولمة"، بحسب الصحيفة. وفي حين تتردد شركات شحن أخرى في بناء سفن شحن عملاقة، بسبب الخوف من عدم توفر مرافئ كبيرة عالمياً تستوعب حمولتها، تحرص"ميرسك"على التأكيد أنها"تسعى إلى السيطرة على أكبر عدد من الشركات المرافئ وخدمات التمركز التي تؤثر على حركة إنتقال حاوياتها من بلد إلى بلد، وتستثمر في تحقيق وفرات الحجم في أعمالها وأداء سفنها على حد سواء". ولدى المجموعة أكبر أسطول سفن شحن حاويات عالمياً 550 سفينة، من ضمنه أسطول ناقلات نفط 250 ناقلة، وتوظف 110 آلاف شخص في 125 بلداً. وبلغت قيمة أصولها الإجمالية في نهاية العام الماضي حوالى 50 بليون دولار، وحققت إيرادات إجمالية بلغت حوالى 38 بليون دولار. ولديها نشاطات متشعّبة، تضم شركة"ميرسك لاين"لخدمات الشحن والتمركز، وشركة"إي بي إم"لإدارة محطات الحاويات في المرافئ تدير 40 محطة، و"ميرسك تانكرز"لناقلات النفط والغاز، إضافة إلى شركة"ميرسك أويل آند غاز"التي لديها نشاطات إنتاج نفط وغاز في كل من الدانمارك وبريطانيا وقطروالجزائر وكازاخستان، ونشاطات تنقيب في بحر الشمال والجزائر والمغرب وأنغولا وقطر وعُمان والبرازيل وسورينام وكولومبيا وتركمانستان. كما لدى المجموعة أحواض بناء سفن وحاويات، وتملك حصة 20 في المئة في مصرف"دانسكي"الدنماركي، إضافة إلى نشاطات في خدمات تجزئة، تتضمن سلسلة متاجر كبرى وسوبر ماركت في دول أوروبية عدّة. نشاط ميرسك في العالم العربي ولدى الشركة الدنمركية العالمية الى جانب نشاطها البحري، مصالح نفطية ضخمة في المنطقة العربية، لا سيما في قطروالجزائر. إذ تنتج"ميرسك أويل آند غاز"، الوحدة النفطية التابعة لها، حوالى 250 ألف برميل يومياً من حقل"الشاهين"البحري في المياه الإقليمية القطرية، بعد ان حازت على عقد مشاركة الإنتاج في 1992، وبدأت الإنتاج في 1994. وتستثمر حالياً حوالى 3 بلايين دولار في رفع الطاقة الإنتاجية لحقل"الشاهين"، إلى 450 ألف برميل يومياً بدءاً من 2009. كما تتشارك"ميرسك"مع مجموعة شركات أخرى بقيادة"انادركو"الأميركية في إنتاج 250 ألف برميل نفط خام يومياً من حقل"حاسي بركين الجنوبي"، الذي يقع في جنوب شرق الجزائر. وتبلغ حصّة"ميرسك"25 في المئة من المشروع الذي بدأ الإنتاج منه في 1998.