لا يخفى على الجميع ما يقدمه سمو سيدي ولي العهد وعراب رؤية 2030 من دعم غير مسبوق لرياضتنا المحلية لكي تكون في مصاف الرياضات العالمية ومنافسة لها، سواء على مستوى البطولات، أو الاستضافات، وخير دليل على ذلك بدء استقطاب نجوم الكرة العالمية للعب في أنديتنا، بحيث أصبح دورينا مشاهدا في معظم دول العالم، وأيضا استضافة أهم البطولات العالمية، سواء على مستوى القارة أو على مستوى العالم. ولكن ما لفت نظري في الأونة الأخيرة هو صدور قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 10 مع تقليص عدد لاعبي الأندية إلى 25 لاعبا، وزيادة عدد الأندية إلى 18 ناديا ابتداء من هذا الموسم. ونجاح أي قرار سواء في المجال الرياضي أو غيره يقاس باستقراء السلبيات والإيجابيات المترتبة عليه، وهنا سأبدي رأيي في هذه القرارات حسب وجهة نظري، وأترك الحكم عليها لأصحاب القرار، فربما أنهم ينظرون من زاوية غير الزاوية التي ننظر منها. وياليت يعقد مؤتمر صحفي مع أصحاب القرار وبمشاركة رؤوساء الأندية لتبديد المخاوف والسلبيات التي لمستها من نبض الجمهور الرياضي والتي تتمثل في الآتي: أولا: من المعلوم أن أجواءنا ليست كالأجواء الأوروبية، ومن البديهي أن يكون عدد الأيام المناسبة للمباريات لدينا أقل، وبالتالي سوف يسبب ضغط المباريات زيادة معدل الإصابات في الأندية، وقد لمسنا بعض آثارها هذا الموسم. ثانيا: زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 10 سوف يقلل من فرصة احتكاك اللاعب السعودي مع هؤلاء النجوم المستقطبة، وقد يقول قائل إن مجرد مشاهدة اللاعب السعودي لهولاء سيفيده، فأقول إن كان الأمر كذلك فمعظم الجمهور السعودي فضلا عن اللاعبين يتابع الدوريات العالمية المتقدمة كرويا، إذن ليس هناك أي داع لاستقطابهم لهذا الغرض، أضف إلى ذلك أن تقليص عدد اللاعبين المشاركين في الدوري سينعكس سلبا على منتخبنا الوطني، فقبل قدوم اللاعبين الأجانب وزيادة أعدادهم كان منتخبنا مسيطرا على البطولات الآسيوية (3 بطولات ووصافتان)، فلا نكابر ونهمل هذا الجانب المثبت تاريخيا. ثالثا: أما ما يتعلق بتقليص عدد اللاعبين إلى 25 فمن وجهة نظري أن فيه سلبية من ناحيتين: أ- إن الأندية لن تشعر بالأمان إلا إذا كان في كل مركز 3 لاعبين على الأقل، بحيث لو أصيب لاعب، يكون هناك لاعب أساسي ولاعب احتياطي له، فلم نصل بعد إلى الكرة الشاملة التي تمكن اللاعب من اللعب في أي مركز. وقد رأينا هذا العام أكثر من لاعب لعبوا في غير مراكزهم نتيجة إصابة زملائهم فأصبحوا محل نقطة ضعف لا يلامون عليها، فما بالكم بتفاقم هذه الإشكالية بعد تقليص العدد، فمع زيادة عدد الأندية وضغط المباريات من البديهي أن تكثر الإصابات كما سبق أن ذكرنا، وما حصل في نادي النصر والاتحاد هذا العام خير دليل. ب- الأمر الآخر والأهم: أن الأندية مرتبطة بعقود مع لاعبين ربما ممتدة إلى 3 سنوات أو أكثر، وإجبارهم على التخلي عنهم الموسم المقبل قد يضر بهم كثيرا، ومن وجهة نظري أنه إذا كان لا بد من اتخاذ مثل هذا القرار أن تعطى الأندية على الأقل فرصة 3 سنوات لكي يتمكنوا التخلص من اللاعبين الذين لا يرغبون بهم. وأخيرا: خلاصة ما أريد أن أصل إليه، أنه ما دام تم البدء في زيادة عدد الأندية فلا بأس من الاستمرار عليه حتى نرى مدى تأقلم ظروفنا وظروف لاعبينا معه، أما ما يخص زيادة عدد الأجانب، وتقليص عدد اللاعبين فبودي أن يتم التريث فيه، وإعادة النظر في سلبياته وإيجابياته، وخاصة تقليص الأعداد حتى لا نتسبب في أي ضرر لأنديتنا ما دام أن الاتحاد الآسيوي لم يلزمنا بذلك.