يرفُ من جنبات المقاهي شعار الشريك الأدبي؛ وهذا الشعار الجديد هو أحد أبرز الشعارات التي راهنت عليها رؤية المملكة لتغيير ملامح الوجه الثقافي العام، وبعد أن وسم على جيد الثقافة بملمح هندسي بارز يعكس أصالة الهوية العربية بات اليوم يشكل أيقونة ثقافية متواكبة مع وقع إيقاع الحياة ليمهد طريقاً حقيقياً نحو الثقافة والأدب والمعرفة في كل الفنون والمعارف، ويجعل من الوحي الثقافي أسلوباً للحياة يلمسه المجتمع ويتعامل معها كمنتج معرفي يضيء بفتائل من نور نحو هذا العالم، ولهذا ولد الشريك الأدبي شاباً يافعاً، وخرج لنا من رحم هيئة الأدب والنشر والترجمة وهو مهموم بصناعة المعرفة والتبادل المعرفي وممتطياً بعنفوان صهوة جواد جامح لينقلنا نحو ساحات الثقافة والأدب والفكر والتبادل المعرفي، ويتجول بعناوين عريضة ليقرأ راهن الحياة الثقافية ويتطلع إلى الإبداع النوعي في المستقبل وليسهم بذلك في تحقيق تطلعات رؤية المملكة للارتقاء بالنتاج الأدبي والمعرفي وبالتالي تتحقق معه عوامل كثيرة، قد يكون من أهمها إلهام المجتمع للإنتاج الأدبي والثقافي وتجويد صناعة النشر وتحسين البيئة الثقافية على امتداد هذا الوطن، وقد انفسح الشريك الأدبي بمساحة وافية نحو استقطابات فكرية لكل المكونات الثقافية وأتاح الفرصة ليتشكل فعلاً ثقافياً بشكل يومي وبتشارك لحظي أتاحته لنا بيئات التواصل الاجتماعي فلا تكاد تنفك من أمسية حتى تشاهد أخرى ساهم في بناء معارفها ومضامين أهدافها ورؤى أفكارها أبناء هذا الوطن في إطار ثقافي متنوع ومختلف لتعيد علاقة تفاعلية مع خير جليس، كل ذلك كان بفضل الحضور اللافت للشريك الأدبي، وهذا الحضور المعرفي والشراكات الأدبية مع المقاهي تؤكد بوضوح الخطوة المتوثبة التي وضعت النتاج الثقافي في دائرة الضوء واستبقت المستقبل نحو فسحة حقيقية ليتشكل المشروع الوطني المتكامل (مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح) كما تنشده رؤية الوطن ويتمناه المجتمع، واليوم يتحقق التفاعل الثقافي وبقيمة حقيقية فاعلة تتعاطى مع الفكر والإبداع وتحرك رواكد المشهد الثقافي للارتقاء بالأنشطة الثقافية التي تكتسي طابع الإبداع الفكري من الملهمين على اختلاف تبايناتهم الثقافية والمعرفية، ومما هو مشاهد في الساحة الثقافية على امتداد رقعة الوطن يتضح بجلاء أن هناك تمكيناً للقدرات الثقافية والفكرية وحضوراً للطاقات على اختلاف تنوع معارفها وهذا لا شك تجلى للمجتمع في السياق الثقافي العام، فما يحدث من حراك ثقافي في أي جزء من الوطن يمكن أن يشاهد من خلال القاعات الافتراضية أو الوسائط الرقمية واستتباعاً لذلك فإن مسارات الشريك الأدبي عززت التجربة وعمقت آفاقها لأن حضور الطاقات الإبداعية بتنوع علومها ومعارفها إلى المشهد الثقافي العام كان له أثر بارز في تمكين القدرات الثقافية والفكرية وأبرز جانباً من عطائهم الفكري ليكون مشاعاً وفي متناول أيدي الجميع بعد أن وجدت المساحة بفضل الشريك الأدبي الأمر الذي حفز المبتدئين لخوض التجربة فالمران والدربة والممارسة كفيلة بتقديم أعمال مميزة تواكب السابقين جماع القول سيظل الشريك الأدبي بصمة واضحة في جبين الثقافة، ومشع في كل الأوساط الاجتماعية في هذا الوطن، فهو منهل عذب ومورد رقراق ومشروع ثقافي وصانع للمعرفة.. وإلى لقاء.