العدوان يعود إلى تفاصيل الأيام الأولى.. بقصف مكثف تصعيد إسرائيلي متعمد في الضفة الغربية في اليوم ال168 من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، عاد الاحتلال الإسرائيلي بكثافة قصفه ومجازره للأيام الأولى من الحرب خاصة في مناطق شمال القطاع. وقالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر في القطاع خلال ال24 ساعة الماضية راح ضحيتها 65 شهيدا و92 مصابا. وبذلك، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 31 ألفا و988 شهيدا و74 ألفا و188 مصابا. في الأثناء، قتل جيش الاحتلال "أكثر من 140" فلسطينيا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في شمال مدينة غزة، والذي اقتحمه فجر الاثنين بعد تطويقه بالدبابات. وأفادت مصادر صحفية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أحرق العديد من المباني المحيطة بمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة وفخخ عددا آخر، وذلك بعد ترويع النازحين فيه وتفجير أحد مبانيه. وقالت مصادر محلية أنه تم إجلاء عشرات المرضى من بعض المباني، مشيرة إلى أن بعض الحالات الصعبة وكبار السن لم يتم إجلاؤهم. ولم تتوقف مدفعية الاحتلال منذ فجر الخميس عن القصف بمحيط المجمع، بعد نسف أحد أكبر مبانيه صباح الخميس، قال شهود عيان إن جنود الاحتلال أحرقوا مساء الأربعاء العديد من المنازل الواقعة في المنطقة الغربية من المشفى، دون أن يتضح مصير سكانها. وناشد سكان يقيمون في المنطقة إجلاءهم بسرعة من المنازل، خوفا من امتداد النيران لمساكنهم. توثق 410 هجمات على مرافق صحية دعا مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ومنظمة الصحة العالمية، الخميس، إلى "حماية المدنيين بما في ذلك المرضى والجرحى والعاملين في المجال الطبي في قطاع غزة، واحترام القانون الدولي". وقال "أوتشا" في بيان صحفي، في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى الشفاء، إنه "لا ينبغي استهداف المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية". ووثّقت منظمة الصحة العالمية من جانبها، "410 هجمات على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، تسببت في ارتقاء مئات الضحايا، وألحقت أضرارا بنحو 100 منشأة، وأثرت على أكثر من 100 سيارة إسعاف". كما وثقت منظمة الصحة العالمية، 403 اعتداءات على مرافق الرعاية الصحية خلال الفترة ذاتها في الضفة الغربية. وتقتحم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي لليوم الرابع على التوالي، حيث اعتقلت المئات من العاملين فيه والمرضى والنازحين، وأعدمت العشرات، وأطلقت النار والقذائف بكثافة في حرم المستشفى تجاه المرضى والنازحين المدنيين. بلينكن يواصل جولته الشرق أوسطية وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القاهرة أمس الخميس محادثات مع مسؤولين للدفع من أجل وقف إطلاق النار في غزة. وبدأ بلينكن أحدث جولاته في الشرق الأوسط الأربعاء في السعودية. وقال بلينكن لقناة الحدث "إننا نضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن. من شأن هذا أن يقدم إغاثة فورية للعديد من الأشخاص الذين يعانون في غزة.. للأطفال والنساء والرجال". وأضاف أن الولاياتالمتحدة أعدت مشروع قرار في الأممالمتحدة لهذا الغرض. واستؤنفت المحادثات الرامية لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع في قطر بعد أن رفضت إسرائيل اقتراحا من حماس الأسبوع الماضي. وتتناول المحادثات هدنة مدتها نحو ستة أسابيع تسمح بالإفراج عن 40 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. لكن حماس تقول إنها لن تطلق سراح الرهائن إلا ضمن اتفاق ينهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها ستناقش فقط وقفا مؤقتا للقتال. وقال بلينكن لقناة الحدث "أعتقد أن الفجوات تضيق، وأعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن للغاية". وأضاف "الفريق الإسرائيلي موجود ولديه صلاحية التوصل إلى اتفاق". تصعيد إسرائيلي متعمد بالضفة في تصعيد إسرائيلي متعمد في الضفة الغربية ارتفع عدد الشهداء خلال أقل من 24 ساعة إلى تسعة شهداء اربعة منهم في طولكرم وثلاثة في جنين و شهيد في رام الله وشهيد في بيت لحم. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت مبكر من صباح الخميس، عن ارتقاء أربعة شهداء خلال الاجتياح العسكري الذي شنه جيش الاحتلال في محافظة طولكرم وتحديدا مخيم نور شمس. وأعلنت فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم حالة الحداد العام والإضراب التجاري الشامل، أمس الخميس، من ساعات الصباح حتى الساعة 1:00 ظهرا حدادا على أرواح الشهداء. الرئاسة الفلسطينية: الجميع سيدفع الثمن قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أمس الخميس، إن "العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني، والذي أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف في قطاع غزة، واستشهاد تسعة مواطنين في الضفة الغربية، خلال الساعات ال24 الماضية، يشير بوضوح إلى أن الاحتلال يصر على تحدي المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزاً عن محاسبته ووقف حربه على شعبنا الفلسطيني". ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن أبو ردينة قوله :"نحذر الجميع من أن استمرار سلطات الاحتلال في شن حربها الشاملة على شعبنا الفلسطيني، والتي جرت المنطقة برمتها إلى مربع الانفجار لن تحقق الأمن والاستقرار لأحد، وسيدفع الجميع ثمن هذا التهور الإسرائيلي". وأضاف أن "حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، واستمرار جرائم القتل والاعتقال في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، تتطلب تدخلاً دوليا عاجلاً، خاصة من الإدارة الأميركية، لإلزام سلطات الاحتلال بوقف جرائمها التي انتهكت جميع المحرمات في القانون الدولي، خاصة قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بكل وضوح بوقف حربها على شعبنا". وطالب أبو ردينة "الإدارة الأمريكية بالعمل الفوري على إجبار إسرائيل على وقف عدوانها الشامل على شعبنا وأرضه ومقدساته، قبل الحديث عن أي حجج أو ذرائع لاستمرار هذا الاحتلال، وتحويل تصريحاتها إلى أفعال على الأرض، وهي الوحيدة القادرة على فعل ذلك". وأشار إلى أن "استقرار وأمن المنطقة في خطر، نتيجة تردد الإدارة الأمريكية في إجبار إسرائيل على وقف الحرب الشاملة، ووقف اقتحام مدينة رفح، ومخاطر وقوع التهجير". وقال إن "الطريق الصحيح لإنهاء دوامة العنف والتصعيد هو الامتثال للشرعية الدولية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية، لينعم العالم بالسلام والأمن والاستقرار". دعوات أممية لوقف العدوان دعا مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى حماية المدنيين وبخاصة المرضى والجرحى والعاملون الصحيين في قطاع غزة، كما شددت منظمة الصحة العالمية على حماية منشآت الرعاية الصحية، واحترام القانون الدولي. وأفاد المكتب باستمرار العمليات العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي داخل وحول مستشفى الشفاء بمدينة غزة، مشيرًا إلى أهمية فتح الممرات الإنسانية والطرق البرية لضمان وصول المساعدات والوفاء بالاحتياجات اللازمة في غزة. يوم الأم في زمن الإبادة الجماعية قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، إنّ (28) أسيرة من الأمهات وهنّ من بين (67) أسيرة يقبعنّ في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ويحرمهنّ الاحتلال من عائلاتهنّ وأبنائهنّ، من بينهنّ أمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات أسرى، وشقيقات شهداء، وأسيرات سابقات أمضوا سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، إضافة إلى أم لشهيد وهي الأسيرة الأم فاطمة الشمالي، وجريحة وهي الأسيرة الأم رنا عيد. وأضافت الهيئة والنادي في بيان مشترك وصل"الرياض" نسخة منه، الخميس، بمناسبة يوم الأم الذي يأتي هذا العام في زمن الإبادة الجماعية المتواصلة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، والتي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأمهات والأطفال، وحرم الآلاف من الأبناء والأطفال من أمهاتهنّ كما حُرمت الآلاف من الأمهات من أطفالهنّ، هذا عدا عن الأسيرات الأمهات من غزة المعتقلات في المعسكرات الإسرائيليّة، ويواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّهنّ، علمًا أنّ الاحتلال، وبعد السابع من أكتوبر نفّذ اعتقالات جماعية واسعة بحقّ النساء في غزة، وكان من بينهنّ أمهات وجدّات، واليوم من بين الأسيرات في سجن الدامون أربع أسيرات من غزة منهنّ أسيرتان ووالدتهم. وفي ضوء الجرائم المروّعة التي تعيشها الأم الفلسطينية، فإنّ هذا اليوم يشكّل محطة ليس فقط للاحتفاء بتضحيات الأم الفلسطينية الاستثنائية، التي تواجه القتل والتّشريد والاعتقال والتّهديد بشكلٍ ممنهج منذ عقود طويلة، وعلى مرأى من العالم، بل هو محطة لعكس مستوى جرائم الاحتلال غير المسبوقة بكثافتها بعد السابع من أكتوبر، والتي يواصل الاحتلال تنفيذها بدعم قوى دولية، وذلك في الوقت الذي يحتفي العالم بعيد الأم بطريقته، ويستثني الأم الفلسطينية، في ظل انعدام إرادة عالمية حقيقية لإنهاء الاحتلال ووقف جرائمه المتصاعدة. وبيّنت الهيئة والنادي أنّ سلطات الاحتلال كثّفت كذلك من الجرائم وعمليات التّعذيب والاعتداءات بمختلف مستوياتها، بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات، والتي عكستها عشرات الشّهادات التي وثقتها المؤسسات المختصة، إضافة إلى الشّهادات التي نقلتها الطواقم القانونية على مدار الفترة الماضية، حيث يحتجز الاحتلال غالبية الأسيرات، ومنهنّ الأمهات في سجن (الدامون). وأوضحت الهيئة والنادي أنّ الجرائم والانتهاكات التي نفّذها الاحتلال الإسرائيليّ بحقّ الأسيرات ومنهنّ الأمهات بعد السابع من أكتوبر تصاعدت بشكل غير مسبوق، وكانت من أبرز الجرائم التي وثقتها المؤسسات، اعتقال الأمهات كرهائن للضغط على أزواجهنّ أو أبنائهنّ المستهدفين من قبل الاحتلال، واحتجازهنّ في ظروف قاسية وصعبة جدًا، هذا عدا عن عشرات الأمهات اللواتي اُعْتُدِي عليهنّ في منازلهنّ خلال عمليات الاقتحام والاعتقال التي تمت لأفراد من أسرهنّ، وإخضاعهنّ لتحقيقات ميدانية، وإلى جانب كل ذلك فقد صعّد الاحتلال من الاعتداءات الجنسية بحقّهنّ، أبرزها التّفتيش العاري، إضافة إلى الجرائم الطبيّة التي تنفّذ بحق الأسيرات المريضات منهنّ. وتابعت الهيئة والنادي أنّ غالبية الأسيرات الأمهات معتقلات على (تهم) تتعلق بالتحريض أو رهنّ الاعتقال الإداريّ، ومنهنّ نساء فاعلات على عدة مستويات حقوقية، وشعبية، واجتماعية.