عظمة المكان وقدسية الزمان وفخامة منشآت بيت الحرام المحفوف بطواقم مؤهلة في الخدمات ترسم صورة جميلة ومشرفة انعكست على المشهد العام، لكن ثمة سلوكيات سلبية من بعض معتمري بعض الدول أصبحت وكأنها بثور في وجه تلك الخدمات ما يتطلب إشراك شركات ومؤسسات عمرة الخارج ووزارات الشؤون الإسلامية في بلدان المعتمرين لسد منافذ تلك السلوكيات لتحقيق أعلى درجات الأمان والنظافة والانضباط ولتحقيق استفادة الجميع من الخدمات الحكومية المتنوعة. رصدت "الرياض" في جولة ميدانية 8 ظواهر سلبية، يقع فيها نسبة كبيرة من المعتمرين من بعض دول العالم القادمين لأداء مناسك العمرة في هذه الليال الفضيلة من شهر الصوم، تكشف لنا بجلاء مستوى الثقافة والحاجة الملحة للتثقيف والإعداد لرحلة العمرة، لتتويج الخدمات ومساعدة الفرق الخدمية لموسم بلا ظواهر سلبية يحقق تطلعات الجهات الأمنية والصحية وفرق خدمات النظافة والفرش وسقيا ماء زمزم. جولة الرياض شملت 90% من ساحات المسجد الحرام والدور الثاني من توسعة الملك فهد وأجزاء من توسعة الملك عبدالله إضافة إلى الشوارع والطرقات القريبة والمؤدية للمسجد الحرام، وخرجت بحزمة ملاحظات كشفت قصور الوعي لدى بعض معتمري بعض دول الخارج. الصلاة في ممرات والمشايات، واحدة من السلوكيات التي تتصادم مع تنظيمات إدارة الحشود أثناء دخول المعتمرين والمصلين وفي خروجهم، فيما تبلغ المعاناة الذروة في مليات النساء والرجال حيث صعوبة مرور العربات المتحركة لذوي الإعاقة وكبار السن والعجزة ودون اكتراث ممن عطل حركة المرور. الأكل الجماعي بطعام مطبوخ في الساحات وترك مخلفات السفرة، واحدة من الصور التي يتحقق طمسها برفع تأهيل وثقافة المعتمر القادم لأداء العمرة بتعظيم البيت ومساعدة الفرق الخدمية على طهارته ونظافته. يوسف الحربي "متردد" اتفق مع طرح الرياض على أن معتمرين من الخارج يقعون في ممارسات لا تتناسب مع تعظيم بيت الله الحرام ومع تطلعات الخطط الأمنية ومنها ترك العفش من حقائب وكراتين وألبسة وعربات متحركة وعربات أطفال في زوايا التوسعة وعند مداخل المصاعد مع ما يكتنف ذلك من آثار التضييق على المارة وإزعاج رجال الصيانة وتركها عرضة للفقد. "التصوير وقوفاً في الممرات وتقاطعات المشاة وأمام بوابة أنفاق المشاة وبجوار سلالم التوسعة" صورة قاتمة السواد لعرقلة حركة الحشود ولا تستفز المشرفين على تطبيق حركة المشاة لتحقيق أعلى درجات السلامة. "الاحتفاظ بوجبات إفطار صائم من غير حاجة" بعد الإفطار سلوك يظهر بجلاء لدى بعض المعتمرين يتسبب في بروز أكوام من الوجبات داخل أكياس ربما تتعرض للتلف وتثقل الحمل على المعتمر المحتفظ بها. التعبئة للجوالين الكبيرة من ماء زمزم من حافظات المياه الموزعة في ساحات الحرم المكي واحدة من العقبات التي تواجه فرق سقيا زمزم التي تعمل على توفير المياه المبردة للمصلين المتواجدين في الوقت الذي تستهلك فيه كميات هائلة من قبل المعتمرين للاحتفاظ بماء زمزم بكميات كبيرة في مقر سكنهم في الفنادق. وفي هذا الاتجاه يشير حسن صغير "متردد" على أن التعبئة العشوائية لجوالين زمزم في ساحات الحرم وادواره والسطح قد يتسبب في تعرض المصلين والمعتمرين للانزلاق بسبب المياه المسكوبة بفعل تعبئة زمزم بجوالين وقوارير المعتمرين. ممارسة البيع الجائل من قبل بعض المعتمرين على طول الطرق المؤدية للمسجد الحرام وبجوار مساكن المعتمرين من أطعمة أو ملابس يكشف لنا الحاجة الملحة إلى إعادة دور شركات العمرة في تقويض مساحات مثل هذه السلوكيات السلبية. مسعد الهذلي "متردد" يشير إلى مسؤولية تثقيف الحاج من قبل شركات العمرة ووزارات الشؤون الإسلامية في بلدانهم مؤكداً على أهمية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي في بيان أبرز الظواهر السلبية التي ينبغي على المعتمر التنبه لها وتركها بمجرد وصوله الأماكن المقدسة. ممارسة البيع