ازدهرت مبيعات منتجات الألبان العالمية بقوة خلال العام الماضي، محققة إيرادات قياسية بنحو 944.7 مليار دولار، ومن المتوقع أن يواصل السوق تألقه بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.4٪، ليصل إلى عتبة 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، حيث يلاقي القطاع المزدهر دعماً أساسياً من عدة عوامل أبرزها: التحضير السريع، وزيادة وعي المستهلكين حول الصحة والتغذية، والتقدم التكنولوجي الكبير، وزيادة شعبية الوجبات الخفيفة المعتمدة على منتجات الألبان، وتغيير التفضيلات الغذائية، وتنفيذ سياسات ولوائح حكومية مواتية لسوق منتجات الألبان في كل أرجاء العالم. تشير منتجات الألبان إلى المنتجات المشتقة من الحليب، والتي تنتجها في المقام الأول الثدييات مثل الأبقار والماعز والأغنام، وتشمل منتجات الألبان الأكثر شيوعاً الحليب والجبن والزبدة والزبادي والقشدة، ويعتبر الحليب المادة الخام التي تصنع منها منتجات الألبان المختلفة، وهو بمثابة مصدر قيم للعناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم والبروتين والفيتامينات والمعادن، وتعد هذه المنتجات جزءاً أساسياً من النظام الغذائي للبشر، حيث توفر العديد من الفوائد الصحية، وتساهم في صحة العظام وتساعد على تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام بسبب محتواها من الكالسيوم، بالإضافة إلى أن منتجات الألبان تحتوي على البروتين الذي يساعد في نمو العضلات وإصلاحها، وتدعم الفيتامينات الموجودة في منتجات الألبان، مثل فيتامين د، مناعة الإنسان وتحافظ على صحة الجلد. يترجم النمو السكاني العالمي الكبير (8 مليارات نسمة) إلى طلب متزايد على الغذاء، ومنها منتجات الألبان، ويساهم ارتفاع عدد السكان، وبخاصة في الاقتصادات الناشئة، في زيادة الاستهلاك مما يدفع نمو السوق، وأدى التحضر السريع، والأنماط الغذائية المتغيرة إلى تحول الاستهلاك نحو الأطعمة المصنعة والملائمة، بما في ذلك منتجات الألبان، ومع انتقال المزيد من الأشخاص إلى المدن واتباع أنماط حياة مزدحمة، أصبحت الراحة عاملاً رئيساً في اختيارات الطعام، وقد استفادت شركات الألبان من هذا الاتجاه من خلال تقديم مجموعة واسعة من خيارات الألبان المعبأة والجاهزة للأكل وأثناء التنقل، حيث يبحث المستهلكون في المناطق الحضرية بشكل متزايد عن وجبات سريعة ومغذية، مما يجعل منتجات الألبان خياراً جذاباً نظرًا لمحتواها الغذائي وتعدد استخداماتها في الوصفات المختلفة، ونتيجة لذلك، فإن اتجاه التحضر يدفع نمو صناعة الألبان. أدى الوعي المتزايد بالفوائد الصحية لمنتجات الألبان، التي تحتوي على الكالسيوم والبروتين، إلى زيادة الاستهلاك، حيث تعتبر منتجات الألبان جزءاً أساسياً من النظام الغذائي المتوازن، مما يؤدي إلى تصاعد الطلب بين المستهلكين المهتمين بالصحة، وقد زادت شعبية الوجبات الخفيفة والحلويات التي تحتوي على منتجات الألبان خلال العقد الأخير، مدفوعة بخيارات الوجبات الجاهزة للطعام، ويعزز هذا الاتجاه تطوير منتجات جديدة مصممة خصيصاً لتناسب تفضيلات المستهلكين في تناول الوجبات الخفيفة، وتمشيا مع هذا التوجه الاستهلاكي، يتزايد استخدام مشتقات الألبان، مثل بروتين مصل اللبن واللاكتوز، في صناعة تجهيز الأغذية، حيث تعمل هذه المكونات على تحسين المظهر الغذائي والوظائف لمختلف الأطعمة المصنعة. بدائل الألبان الخالية من اللاكتوز يعزز الوعي بعدم تحمل اللاكتوز وحساسية الحليب جهود تطوير بدائل الألبان الخالية من اللاكتوز والنباتية، مما يزيد من ديناميكيات السوق، ومن جهتها، تستجيب شركات الألبان لرغبات المستهلكين في تحصين المنتجات بمواد مغذية إضافية، مما يلبي الطلب على الأطعمة الوظيفية التي تدعم الصحة العامة، من جهة أخرى، تلعب التجارة الدولية دوراً حيوياً في سوق الألبان، ومع انخراط البلدان ذات القدرات الإنتاجية المتفاوتة في مجال الألبان في التجارة، فإن ذلك يؤثر على الأسعار والتوافر وأنماط الاستهلاك في جميع أنحاء العالم، وقد أدى التقدم التكنولوجي في تصنيع الألبان إلى تحسين كفاءة الإنتاج، وتنويع المنتجات، وتمديد فترة صلاحيتها، وقد ساهمت الابتكارات الحديثة في مجال التعبئة والتغليف والتوزيع في توسع السوق. يلتهم الحليب السائل الجزء الأكبر من الإيرادات العالمية في سوق الألبان بسبب قوة استهلاكه، ودوره الأساسي في الوجبات الغذائية اليومية في جميع أنحاء العالم، ويعد التنوع أحد العوامل الرئيسة التي تقود هيمنة الحليب السائل، فهو بمثابة مشروب مستقل، ومكون حيوي في وصفات مختلفة، وقاعدة لإنتاج منتجات أخرى مثل الزبدة والجبن والزبادي، ويساهم استخدامه على نطاق واسع في الطبخ والخبز وإعداد مشتقات الألبان في ارتفاع الطلب عليه، في المقابل، بلغت إيرادات قطاع الزبادي 181.3 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع نمو السوق سنوياً بنسبة 6.9٪، ليصبح سوق الزبادي مرشحاً للوصول إلى 199.7 مليار دولار بحلول عام 2030، بالإضافة لذلك، فإن الميل المتزايد نحو الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين وزيادة الوعي بالفوائد الغذائية لاستهلاك الزبادي يؤثر على السوق بشكل إيجابي، وعلاوة على ذلك، فإن المشاركة المتزايدة للأفراد في الرياضات الترفيهية واللياقة البدنية والأنشطة الرياضية تعمل على تحفيز الطلب على الزبادي في جميع أنحاء العالم. ينظر إلى الحليب السائل كخيار صحي ومغذي، فهو غني بالكالسيوم والبروتين والفيتامينات والمعادن، وكلها ضرورية لنمو الإنسان وتطوره، وقد عزز هذا المظهر الغذائي مكانته كعنصر غذائي أساسي للأسر وخاصة الأطفال، بالإضافة لذلك، فإن العمر الافتراضي للحليب السائل أطول نسبياً، بالمقارنة مع بعض منتجات الألبان الأخرى، يجعله خياراً مناسباً وموثوقاً للمستهلكين، إذ يلبي توافر أنواع مختلفة من الحليب، مثل الحليب الكامل الدسم والخالي من اللاكتوز، احتياجات قاعدة كبيرة من المستهلكين أصحاب التفضيلات الغذائية المختلفة، مما يساهم بشكل قوي في هيمنة الحليب السائل على السوق. باعتبارها صاحبة أكبر كتلة سكانية في العالم، ومع وجود أكثر من 1.4 مليار نسمة، توجد قاعدة استهلاكية ضخمة لمنتجات الألبان في الهند، والواقع، أن الطبيعة الزراعية للهند تضمن وجوداً كبيراً للماشية، خاصة الأبقار والجاموس، وتسهل وفرة الحيوانات المنتجة للحليب الإمدادات المستمرة بالحليب الخام لتصنيع كافة منتجات الألبان، وقد شهدت صناعة الألبان الهندية تحديثًا كبيراً وتطويراً للبنية التحتية، مما عزز قدرات جمع الحليب ومعالجته وتوزيع على المستهلكين في جميع أنحاء المناطق الحضرية والريفية، فيما أسهمت شعبية الحلويات والوجبات الخفيفة التقليدية القائمة على منتجات الألبان في زيادة الطلب، بالإضافة إلى أن الدعم الحكومي والإعانات والحوافز المختلفة للمزارعين أسهموا في استقرار السوق. وعلى صعيد الأرقام، فإنه من المتوقع أن تصل قيمة سوق الألبان في الهند إلى 131.5 مليار دولار في عام 2024، وهى مرشحة للوصول إلى 290.8 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8٪، من جهة أخرى، يقدر وصول حجم السوق في آسيا والمحيط الهادئ إلى مستوى 181.3 مليار دولار في عام 2024، وبلوغه 228.8 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.76٪، أما في أمريكا الشمالية فقد يتنامى السوق إلى 138.8 مليار دولار في 2024، وأن يصل إلى 166.1 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.65٪، أما في السعودية، فإنه من المتوقع ازدهار القطاع خلال السنوات المقبلة، وأن يصل حجم سوق الألبان إلى 5.8 مليار دولار في عام 2024، ارتفاعاً من 5.6 مليار دولار في عام 2023، والسوق مرشح بقوة للوصول إلى عتبة 7 مليارات دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.8٪. تستثمر شركات الألبان الرائدة باستمرار في البحث والتطوير لإنشاء منتجات ألبان مبتكرة تلبي تفضيلات المستهلكين المتطورة، عبر تقديم نكهات وأشكال وتغليف جديدة لجذب قاعدة عملاء أوسع، وتركز الشركات على تطوير منتجات الألبان ذات القيمة المضافة ذات الفوائد الوظيفية، مثل الزبادي الغني بالبروبيوتيك أو الحليب المدعم، لتلبية احتياجات المستهلكين المهتمين بالصحة، وغالباً ما يقوم اللاعبون الرئيسيون بتوسيع تواجدهم في السوق عن طريق دخول مناطق جغرافية جديدة أو اختراق أسواق غير مستغلة، ويشمل هذا التوسع إنشاء مرافق إنتاج جديدة أو مراكز توزيع أو الدخول في شراكات استراتيجية مع الشركات المحلية لتعزيز سلسلة التوريد الخاصة بها، وبخلاف ذلك، تقوم شركات الألبان الكبرى بتنفيذ ممارسات بيئية مستدامة في جميع عملياتها، ويشمل ذلك اعتماد تقنيات زراعية صديقة للبيئة، والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز الرفق بالحيوان، ويتم استخدام استراتيجيات تسويقية قوية لبناء الوعي بالعلامة التجارية والتواصل مع المستهلكين، ويستثمر اللاعبون الرئيسيون في الحملات الإعلانية والتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال.