في وقت مبكر جداً من إطلاق رؤية 2030، سعت المملكة إلى تحقيق طفرة نوعية في المجالات والميادين كافة، الأمر الذي جعل المملكة نموذجًا ناجحاً ورائداً، يُحتذى به بين دول العالم، وفي وقت مبكر أيضاً، أدركت المملكة أن هذه الطفرة لا تتحقق، إلا من خلال التعليم، باعتباره الركيزة الأساسية للنهوض بالمجتمعات، وهو ما تحقق على أرض الواقع في الدول المتقدمة، بعدما تسلحت بالعلم وحده في مواجهة أي تحديات. اليوم، تجني المملكة ثمار جهودها، من خلال نتائج مبشرة، تؤكد أن السعودية قطعت شوطاً طويلاً في تعزيز التعليم والتعلم، وتوجته باختيار مدينة الجبيل الصناعية في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، لاستضافة فعاليات المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم 2024م (ICLC6)، في ديسمبر المقبل، ويضاعف من أهمية الحدث، رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، له، انطلاقاً من حرصه الشديد على أهمية التعاون الدولي، لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات العالمية. اختيار شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، لمدينة الجبيل الصناعية، لاستضافة المؤتمر، يعكس الثقة العالمية في قدرات المدينة والإعجاب الدولي بمبادراتها التي نفذتها لتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، وتتوج الجبيل الصناعية هذه الثقة بالحصول على جائزة اليونسكو العالمية لمدن التعلم في عام 2021م، فضلاً عن إسهامها في النهوض بالتنمية المستدامة، وريادة الأعمال وتحسين المهارات. وتلوح في الأفق من الآن، مؤشرات نجاح المؤتمر في الجبيل الصناعية، ليس لسبب سوى أن تجربة مدينة الجبيل، في التعلم من أجل التنمية المستدامة، تعتبر نموذجاً يحتذى به، كما أن المؤتمر ينطلق هذا العام تحت شعار «مدن التعلم في طليعة العمل المناخي»، وبالتالي، فهو يواكب مبادرتي «السعودية الخضراء»، و»الشرق الأوسط الأخضر»، وبرنامج تنمية القدرات البشرية لتعزيز تنافسية المواطن عالمياً. ويعزز من نجاح المؤتمر، مزامنة استضافته مع احتفال الجبيل الصناعية بمرور نصف قرن على تأسيسها، وهي خلال مسيرتها، اعتادت على النجاح والتألق في كل خطوة تخطوها، ما يجعلها صاحبة دور ريادي في تعزيز المشهد الصناعي السعودي، ولم يكن للجبيل أن تؤدي هذا الدور، لولا أنها تحرص على تبادل الخبرات والأفكار مع المدن حول العالم، ووضع خطط عمل مشتركة، لتعزيز دور مدن التعلم في مواجهة التحديات العالمية، وخاصة تحدي تغير المناخ.