استشهد 12 فلسطينيًا وأصيب العشرات بجروح جراء قصف إسرائيلي أمس على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت منزلين في بلدة القرارة شرق خان يونس، مما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًا، وما زال العديد من المفقودين تحت أنقاض المنازل التي استهدفها القصف الإسرائيلي. وفي سياق متصل، واصلت جرافات الاحتلال الإسرائيلي تجريف وتدمير مربعات سكنية كاملة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وقد أدت عمليات القصف والتفجير والتجريف إلى تدمير آلاف المنازل في خان يونس، التي تحولت معظم الأحياء السكنية الحيوية فيها لأكوام من الركام. من جهتها صرحت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت أن الحرب في غزة حطمت "كل معاني الإنسانية المشتركة"، داعية إلى وقف الأعمال العدائية وإطلاق سراح الرهائن والسماح بالوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين. وقالت ميريانا سبولياريتش في بيان إنه بعد خمسة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحماس "يتدهور الوضع في قطاع غزة كل ساعة ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه"، معتبرة أن "عدد القتلى المدنيين واحتجاز الرهائن أمران يصدمان وغير مقبولين". وأضافت أن "هذه الحرب الوحشية كسرت كل إحساس بالإنسانية المشتركة". وفي مواجهة هذه "المعاناة العميقة"، تطلق اللجنة الدولية التي تتخذ من جنيف مقرا لها ثلاثة نداءات عاجلة. فهي تدعو إلى "وقف الأعمال العدائية" لتسهيل عمل العاملين في المجال الإنساني. كما تكرر طلبها السماح لها بزيارة الرهائن الذين خُطفوا خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، وإطلاق سراحهم "بلا شروط". وتدعو سبولياريتش إلى احترام كرامتهم وسلامتهم واحتياجاتهم الطبية. ممر بحري لنقل المساعدات بين قبرص والقطاع وأخيراً تؤكد المنظمة ضرورة "معاملة المحتجزين الفلسطينيين معاملة إنسانية والسماح لهم بالاتصال بعائلاتهم"، مطالبة أيضا ب"إبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسماح لها بزيارة الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل". وتذكر رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنه "يجب على إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة، أن تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان أو أن تسهل توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق". ورأت رئيسة اللجنة أن "تدفقا منتظما وكبيرا للمساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات ليس سوى جزء من الحل" في غزة، داعية الأطراف إلى "القيام بعملياتهم العسكرية بشكل يتجنب المدنيين العالقين في وسط كل هذا" ويحترم القانون الإنساني الدولي. وشددت على أن "هذا هو الخط الفاصل بين الإنسانية والهمجية". إلى ذلك أعلن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرصوغزة لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي تواصل إسرائيل قصفه بلا هوادة بعد خمسة أشهر من بدء الحرب. أتى ذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن عملية إنسانية كبيرة من طريق البحر، تتضمن وفق مسؤولين في إدارته بناء "رصيف مؤقت" في غزة لإدخال "مساعدات ضخمة"، لكن إنجازه قد يتطلب أسابيع عدة. وأعلن البنتاغون الجمعة أنّ الميناء العائم المؤقت الذي تعتزم الولايات المتّحدة إنشاؤه قبالة غزة لإيصال المساعدات إلى سكّان القطاع الفلسطيني ستستغرق عملية بنائه ما يصل إلى 60 يوماً وسيشارك فيها على الأرجح أكثر من ألف جندي. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا متزايدة على حليفتها إسرائيل التي تفرض منذ التاسع من أكتوبر حصارا "كاملا" على القطاع ولا تسمح بإمداده سوى بكميات شحيحة من المساعدات. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إنه يتعين على بنيامين نتانياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سُمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشا صريحا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الحرب في القطاع. وأعلن بايدن في وقت لاحق الجمعة أنّ التوصّل لوقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بحلول شهر رمضان "يبدو أمراً صعباً". وعبّر بايدن عن قلقه "الشديد" من العنف الذي يمكن أن يندلع في القدسالشرقيةالمحتلة خلال رمضان. وأعلنت كندا الجمعة استئناف تمويل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد أكثر من شهر على تعليقه. ووفق الأممالمتحدة، صار 2,2 مليون شخص، يشكلون الغالبية العظمى من سكان غزة، مهددين بالمجاعة مع نقص خطير في الغذاء ومياه الشرب. كما نزح 1,7 مليون منهم عن بيوتهم بسبب القصف والقتال. وصرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين بعد زيارة لميناء مدينة لارنكا بجنوبقبرص، "نحن قريبون جدا من فتح هذا الممر البحري، ونأمل في أن يحدث ذلك الأحد". وجاء في بيان مشترك للجهات المساهمة في الخطة أن "الوضع الإنساني في غزة كارثي (...) لهذا السبب، تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة اليوم عزمها على فتح ممر بحري لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية تشتد الحاجة إليها". ورغم اعترافهم بأن هذه العملية ستكون "معقدة"، أكد المساهمون تصميمهم على العمل من أجل "ضمان إيصال المساعدات بأكبر قدر ممكن من الفعالية". والجمعة، نفّذت دول عربية وغربية بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا، عمليات إنزال جوي عدة للأغذية. لكن عمليات الإنزال الجوي، فضلا عن إرسال مساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري، وفق الأممالمتحدة التي تحذر من "مجاعة واسعة النطاق لا مفر منها تقريبا" في غزة. وقالت منسقة الأممالمتحدة المسؤولة عن المساعدات لغزة سيغريد كاغ إن "تنويع طرق الإمداد البرية يظل الحل الأمثل". استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على خان يونس إلى ذلك، قضى خمسة أشخاص الجمعة وأصيب عشرة آخرون جراء سقوط صناديق مساعدات إنسانية من طائرات على مدينة غزة من دون أن تفتح مظلاتها، حسب مصدر طبي. ويظل إدخال المساعدات وإيصالها إلى مناطق مختلفة من غزة، خصوصا في الشمال، صعبا جدا بسبب القتال والقصف والتدمير والنهب في بعض الأحيان. وبحسب وزارة الصحة في غزة، توفي ما لا يقل عن 23 مدنيا معظمهم أطفال بسبب سوء التغذية والجفاف في القطاع. احتلت إسرائيل غزة بشكل مباشر بين عامي 1967 و2005، ثم صار يخضع لحصار إسرائيلي منذ تولي حماس إدارته عام 2007. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس السبت أن 30960 شخصا على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، استشهدوا في قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل والحركة. وتشمل الحصيلة الأخيرة 82 شخصا استشهدوا خلال الساعات ال24 الماضية، وفق الوزارة، بينما أصيب 72524 شخصا بجروح في غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.