اشتعلت النيران في خزان للنفط في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا الأربعاء بعد هجوم بطائرة أوكرانية بدون طيار لم يسفر عن سقوط ضحايا، كما أعلن حاكم المنطقة رومان ستاروفويت. وكتب المسؤول الروسي على تطبيق تلغرام "تسبب هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية في منطقة يليزنوغورسكي الأربعاء في نشوب حريق في مستودع للوقود ومواد التشحيم". وأضاف أن "النيران اشتعلت في خزان وقود ولا ضحايا". ويظهر في مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي خزان واحد على الأقل متضرر تشتعل فيه النيران وينبعث دخان أسود. وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس أن المستودع مملوك لمجموعة التعدين فاريتشيف التابعة لشركة الصلب "ميتالو-إينفست" التي أسسها رجل الأعمال القريب من السلطة أليشر عثمانوف. كما أعلنت كييف الثلاثاء "تدمير" سفينة دورية بحرية روسية في البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم، وضرب مستودع للنفط في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا. وأصبح البحر الأسود ساحة مواجهة ذات أهمية متزايدة خلال الحرب التي دخلت عامها الثالث، حيث أعلنت القوات الأوكرانية مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على أسطول موسكو. وقالت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في بيان على تطبيق تلغرام إنه "في أعقاب هجوم بمسيّرات بحرية.. تعرضت السفينة الروسية سيرغي كوتوف لأضرار" في أجزاء عدة منها. وأفادت القوات البحرية الأوكرانية بأنها تعاونت مع الاستخبارات العسكرية في هذا الهجوم الذي أسفر عن تدمير "أحدث سفينة دورية" للأسطول الروسي. وأشارت الى أن الهجوم وقع في "المياه الإقليمية الأوكرانية" على مقربة من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014. ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهجوم جديد على سفينة روسية يظهّر "ما تقدر أوكرانيا على فعله". وقال "لا يوجد ملاذ آمن للروس في البحر الأسود ولن يكون هناك أبدا. ولن يكون هناك مكان آمن لهم في السماء أيضا". وأكدت كييف أنها كانت قد هاجمت السفينة الروسية في سبتمبر.وأوضح المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندري يوسوف أن السفينة كانت قد أصيبت في الهجوم الماضي لكنها "دمّرت بشكل مؤكد هذه المرة" في هجوم ليل الإثنين الثلاثاء. وأضاف "في ما يتعلق بالطاقم، الوضع هو في طور الايضاح. ثمة قتلى وجرحى. لكن من المحتمل أن قسما من أفراد الطاقم تمكن" من مغادرة السفينة. ونشرت الاستخبارات العسكرية الثلاثاء مقطع فيديو بالأبيض والأسود قالت إنه للهجوم الليلي. ويظهر الشريط مسيّرة بحرية وهي تقترب من السفينة الروسية البالغ طولها 94 متراً، قبل أن يقع انفجار تسبب بكرة لهب كبيرة، وتصاعد الدخان وتطايرت شظايا على ارتفاع عالٍ. وقالت الاستخبارات العسكرية إن مسيراتها ضربت السفينة قرب مضيق كيرتش، متسببة "بأضرار في مؤخر السفينة والجانبَين الأيمن والأيسر". ولم تعلّق وزارة الدفاع الروسية بعد على هذه الأنباء. لكن بعض المدوّنين العسكريين القريبين من الجيش، أكدوا تعرّض السفينة لهجوم. وكان سلاح الجو الأوكراني أعلن الثلاثاء أنه أسقط 18 من 22 مسيّرة هجومية أطلقتها روسيا فوق مدينة أوديسا المطلّة على البحر الأسود. على الأرض، لا تزال القوات الأوكرانية تعاني نقصا في العديد والعتاد في مواجهة الهجمات الروسية، خصوصاً قرب مدينة أفدييفكا الواقعة في الشرق والتي سيطر عليها الروس في منتصف فبراير بعد أربعة أشهر من المعارك. بشأن تقديم المساعدات لكييف، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون براغ الثلاثاء لدعم مبادرة تشيكية لشراء ذخيرة من خارج الاتحاد الأوروبي وتزويد الأوكرانيين بها. ورأى ماكرون الثلاثاء في براغ أن "من الضروري" تنشيط حلفاء أوكرانيا الذين طلب منهم "ألا يكونوا جبناء" في مواجهة روسيا. وأكد في مؤتمر صحافي "تمسّكه الكامل" ب"التحوّل الاستراتيجي الذي دعوت إليه"، معتبراً أن "الوضوح" في تصريحاته "هو ما كانت تحتاج إليه أوروبا"، مشددا على عدم وجود نية لأي "تصعيد" وأكد الرئيس الفرنسي انه لا يزال على كلامه الذي أثار جدلاً حول إمكان إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.