اجتمع وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل أمس الأربعاء لمناقشة دعمهم لجهود الحرب الأوكرانية، فضلاً عن التزاماتهم الخاصة بإنفاق 2 % من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وعقد اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية لتنسيق مساعدات الأسلحة لأوكرانيا، وليست التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" نفسه، على أن يعقد، اليوم الخميس، اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي. وتطغى على المناقشات في مقر حلف الناتو في بروكسل تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، الذي قال لمؤيديه في تجمع انتخابي السبت الماضي إنه "سيشجع" روسيا "على فعل أي شيء يريدونه" لدول حلف الناتو التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع. ووافقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي منذ عام 2006 على إنفاق 2 % من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، ولكن عدداً قليلاً فقط من الدول تمكنت من تحقيق هذا الهدف. وبعد أن وسعت روسيا غزوها لشبه جزيرة القرم ودونباس ليشمل بقية الأراضي الأوكرانية في شباط/ فبراير 2022، أعادت الدول الأعضاء في الناتو، وأبرزها ألمانيا، التأكيد على التزاماتها. ووافق البرلمان الألماني (البوندستاج) على ميزانية عام 2024 التي تسمح بتخصيص 2 % من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع. من جهة أخرى أعلن الجيش الأوكراني الأربعاء أنه "دمر" سفينة حربية روسية قبالة شواطئ شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا. وقالت هيئة أركان الجيش عبر تلغرام "دمرت القوات المسلحة الأوكرانية مع وحدات الاستخبارات العسكرية سفينة إنزال كبيرة سيزار كونيكوف". وفي لقطات نشرتها الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تظهر كرة نار وأعمدة دخان تتصاعد مما بدا أنه سفينة. وأضاف المصدر "هاجمت مسيّرات بحرية هجومية من طراز ماغورا في 5 سفينة روسية قبالة ساحل القرم المحتلة موقتا قرب مدينة ألوبكا". ولم تصدر وزارة الدفاع الروسية أي تعليق على هذه المسألة لكنها أكدت أنها أسقطت ست مسيّرات أوكرانية "فوق مياه البحر الأسود" قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وتستهدف أوكرانيا بالمسيّرات والصواريخ القرم بشكل كثيف منذ الصيف. وتؤكد أوكرانيا أن هجماتها عطلت ثلث سفن اسطول البحر الأسود الروسي منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022 فيما تسعى لحماية طرق الشحن البحري ومنع هجمات من البحر. وفيما تسجل الجبهة على الأرض جمودا منذ سنة تقريباً، تفيد أوكرانيا أنها وضعت روسيا في موقع الدفاع في البحر الأسود الذي يعتبر ممرا حيويا للصادرات الأوكرانية. إلى ذلك قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 12 آخرون بجروح في قصف روسي استهدف ليل الثلاثاء-الأربعاء مدينة سيليدوف الواقعة قرب دونيتسك في شرق أوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية. وقال المجلس البلدي لسيليدوف في منشور على تطبيق تلغرام إنّ القصف طال تسعة مبان سكنية بالإضافة إلى مستشفى المدينة الواقعة على بُعد حوالي عشرين كيلومتراً غرب خط الجبهة. وأضاف أنّ القصف أوقع ثلاثة قتلى أحدهم طفل و12 جريحاً بينهم 4 أطفال. من جهته، قال حاكم منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين إنّ المدينة تعرضت للقصف مرتين، وأضاف على تلغرام أنّه تمّ إجلاء نحو 100 مريض من مستشفى المدينة الذي تضرّر من جراء القصف إلى مستشفيات أخرى في مدينتي بوكروفسك وميرنوغراد. وسيليدوف التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 21 ألف نسمة تقع في محيط مدينة دونيتسك الكبيرة التي تحتلّها روسيا منذ 2014. بالمقابل، نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن وزارة الدفاع في موسكو قولها إنّ الدفاعات الجوية الروسية اعترضت ليل الثلاثاء-الأربعاء طائرتين مسيّرتين أوكرانيّتين فوق منطقة بيلغورود، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، وطائرة ثالثة فوق فورونيج وستّ مسيّرات أخرى فوق البحر الأسود.