يوم التأسيس ذكرى مجيدة لوطن شامخ معطاء راسخ وموغل في القدم والحضارة، وهو يوم نستذكر فيه أمجاد الدولة السعودية العظمى التي بزغ نورها منذ عام 1139ه الموافق 1727م، ومنذ ثلاثة قرون قامت هذه الدولة على التوحيد والسلم والوحدة والأمن والاستقرار والعدل، يوم التأسيس يذكرنا ويرسخ فينا مفهوم الدولة بشكل كبير، حيث كانت الدولة السعودية من أوائل الدول التي وحدت مناطقها وارتقت بشعبها وساهمت في ترسيخ مسيرة التنمية الشاملة وأهميتها في بناء الدول، وقد بدأت المملكة العربية السعودية بالدولة السعودية الأولى والتي أسس بنيانها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، واستمرت لمدة 94 عاماً وكانت عاصمتها الدرعية، ثم تبعتها الدولة السعودية الثانية التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- منذ العام 1240ه الموافق 1824م، واستمرت لمدة 69 عاماً وكانت عاصمتها الرياض، حتى وصلنا إلى الدولة السعودية العظمى التي أسس بنيانها الملك المؤسس -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -طيب الله ثراه- وأرسى فيها العقيدة الصحيحة وقضى على الجهل ونشر العلم والعدل ونبذ القبلية ووحد البلاد تحت راية التوحيد وأصبحت المملكة العربية السعودية التي نعيش في كنفها الآن، وتبعه أبناؤه البررة الذين استمروا على المسيرة المباركة، حتى وصلنا إلى هذا العهد الميمون بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية وأمير الشباب، والذي وصلت فيه المملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة وأصبحت قدوة لجميع دول العالم في كافة المجالات وقائدة لاقتصاد العالم ووجهة عالمية لاتخاذ القرار، وطوعت كل إمكانياتها لخدمة الوطن والمواطن في كافة المجالات، وسخرت كافة مواردها الطبيعية والبشرية لرفعة الوطن والمواطن ورفع اقتصاد البلد والاستثمار الأمثل للموارد، والاعتماد على سواعد الوطن في قيادة دفة التنمية من خلال توفير فرص العمل والدراسة والابتعاث والتدريب والتأهيل المناسب ليتمكن أبناؤه من الوصول إلى أفضل المستويات التي تؤهلهم لقيادة مسيرة التطور والتنمية المستدامة والشاملة في كافة المجالات. وبفضل الله وتوفيقه ثم برعاية كريمة من ولاة الأمر -حفظهم الله- حازت المملكة على إعجاب العالم قاطبة، وأصبحت حديث الجميع بما وصل إليه الوطن والمواطن السعودي والذي أصبح ينافس في كافة ميادين العلم والمعرفة والثقافة والفكر، ويحصد المراكز الأولى. حفظ الله بلادي شامخة أبية، وحفظ الله مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأدام عزهما ونصرهما بنصره ومكن لهما ورفع شأنهما، وأدام علينا وعلى وطننا الغالي نعمة الأمن والاستقرار والازدهار والرخاء والأمان.