برعاية وحضور معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية م. بندر إبراهيم الخريف يواصل "موسم ملح القصب 2" فعالياته التي تستمر حتى 1 مارس 2024م بسوق العبيدي في القرية التراثية بمدينة القصب، مسلطاً الضوء على الذهب الأبيض (ملح القصب)، وإنتاجه بجودةٍ عالية في مدينة القصب، عبر باقةٍ من الفعاليات الثقافية والتوعوية والأنشطة المُسلّية في قالبٍ إبداعي يُخاطب مختلف الفئات العمرية. وتشرف أمانة منطقة الرياض، ممثلة ببلدية القصب، على تنظيم الفعاليات، وبمشاركة مجتمعية مع الأهالي ومركز القصب، للتعريف بتاريخ المنطقة والعلاقة الوطيدة بالملح لمدة تجاوزت ثلاثة قرون، كما سيكون هناك مملحة نموذجية لشرح استخراج الملح وتفاصيله، إضافة إلى متاجر أهالي القصب لعرض منتجاتهم المرتبطة بالملح وغيرها. إضافة إلى ذلك، يشهد موسم هذا العام عدداً من الفعاليات الترفيهية؛ مثل: "الطيران اللاسلكي، والسيارات الكلاسيكية"؛ لإظهار ثقافة المنطقة وفنونها، وكذلك تنظيم منطقة الفن السريالي لمزيد من التنويع للزائرين. وتوفر المملحة التخيلية التي تُعرض ضمن الفعاليات تجربة تفاعلية متكاملة، بحيث يدخل الزائر إلى المملحة، ويشارك في الحفر، والتجهيز، والمراقبة، والإنتاج. كما تشمل الفعاليات معرضاً للحرفيين، وسوقاً يمثل منصة للعارضين من أصحاب الممالح، والمشاريع المرتبطة بالملح، والتركيبات الفنية المُعزِّزة لجمالية الموقع عبر مجموعة تراكيب فنية مصنوعة من ملح القصب، إضافة إلى مسرح بجانب دار الشيخ عبدالله ابن زاحم ؛ يحتضن عروضًا إبداعية، وفنونًا أدائية، وأمسياتٍ شعريةً لأبرز شعراء القصب. وعقد محاضرات ثقافية، فضلاً عن منافسة متخصصة في عالم الطهي. ويشكل موسم ملح القصب احتفالاً سنوياً يقوم به أهالي مدينة القصب من خلال فعاليات وتجارب فريدة ما يجعل المنطقة وجهة مثالية لجميع أفراد العائلة. كما يحتفي الموسم بالأطفال عبر تخصيص منطقة يقام من خلالها مسرحٍ للطفل وأنشطة وفعاليات عدة ومتنوعة لكافة الفئات العمرية للأطفال لإظهار إبداعاتهم على لوحات الملح ومنحوتات عجين الملح، وكي يستمتعوا برحلة الملح التجريبية لمعرفة كيفية استخراج الملح في مدينة القصب. وتشارك هيئة فنون الطهي في "موسم ملح القصب 2" بصفتها شريكاً استراتيجياً، وذلك ضمن جهودها المستمرة ومساهماتها في إثراء المحتوى الثقافي الخاص بفنون الطهي، وإبراز المنتجات المحلية. القصب.. قيمة تاريخية يُقام الموسم في بلدة القصب، وهي أحد أهم مدن اقليم الوشم، وتقع في محافظة شقراء، وهي بلدة تاريخية يعتقد أنها كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الجاهلي، وكانت مكونة من مجموعة قصبات (قرى صغيرة) منتشرة في منطقه بين ضلع طويق والنفود، وكانت كل قصبة تسكنها أسرة أو أكثر، وبعد دمار إحدى القصبات، تجمع الناس في الموقع الحالي للبلدة وبنوا سوراً مستطيلاً يحيط بها مع أبراج للحماية وعده أبواب. وفي عام 1322ه، أرسل الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- رسالة إلى سكان القصب وبعد استقبالهم له وإعلان الولاء، تم هدم السور وأصبح الأمن مستتباً في البلدة، وفتحت الأبواب ولم يعد للسور فائدة كالسابق. أما عن الملح أو الذهب الأبيض فكانت الجفارة (المملحة)، والتي تشتهر بتحولها من بحيرة إلى سبخة ملحية، تبعد حوالي 5 كم جنوب شرق القصب، وكان السكان يحفرونها قديماً لاستخراج الملح، المعروف بنقائه وبياضه الناصع، مما جعله مرغوباً في الأسواق المحلية والصناعات المختلفة. وما زالت الجفارة تعتبر مصدر رزق للسكان، وجزءًا من التراث الاقتصادي للمنطقة. وقد عُقد الموسم الأول العام الماضي 2023م واستمر لمدة 10 أيام، وشهد توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة شقراء وبلدية القصب؛ لإجراء الدراسات العلمية والبحثية حول مملحة القصب.