تسابق متاجر التموينات الغذائية الكبرى في أحياء المناطق والمحافظات في المملكة الزمن لوضع اللمسات الأخيرة لتجهيزات تسويق بضائع رمضان، حيث تأمين المخازن الملحقة بالمراكز التجارية بكميات كبيرة من الأصناف الأكثر إقبالاً من الزيوت والمعلبات والمثلجات والبهارات والأرز والأواني الورقية والبلاستيكية والمنظفات. وكشفت جولة (الرياض) بمكةالمكرمة أن عشرات شركات التموين الغذائي دفعت بعدد كبير من ناقلات المواد الغذائية كسلاسل إمداد من المستودعات الرئيسة لدعم مراكزها المنتشرة في الأحياء المكية، خاصة المكتظة بالسكان، والقريبة من مركزية المسجد الحرام، ومساكن المعتمرين. ورصدت (الرياض) ملامح واضحة تجسد حجم الحراك لشركات التموينات الكبرى المتخصصة في المواد الغذائية إذ خصصت ممرات خاصة سمتها "مقاضي رمضان"، حيث كميات كبيرة من المعلبات والحليب المجفف والشوربة ومواد الحلويات والأرز والسكر والتمور. وقال سيف حدري "موزع" إن ارتفاع الطلب بمكةالمكرمة على الغذاء ارتفع بشكل لافت هذه الأيام نظراً للارتفاع الكبير من قاصدي بيت الله الحرام من المواطنين والمقيمين ومعتمري الخارج، حيث تتأهب عشرات الجمعيات الخيرية في تقديم وجبات الصائمين في ساحات الحرم المكي والمساجد ومواقف سيارات المعتمرين. في ذات الاتجاه رصدت "الرياض متاجر الكبرى تجتذب العملاء بالعروض الترويجية الخاصة على بعض المواد الغذائية في حين أن بعضها تسوق مقاضي رمضان بتحملها للضريبة. ويرى الاقتصادي إبراهيم اليامي أن مخصصات الأسر للمواد الغذائية في شهر الصوم ينبغي أن تراجع بثقافة جديدة بدون أن تنساق أمام سيل الإعلانات التي تستبق الشهر الفضيل وتجنب ثقافة الشراء بكميات كبيرة واستبدالها بالشراء الأسبوعي مع تقنين المشتريات والحرص على صناعة الأكل في المنزل مع عدم التوسع في الأكل من المطاعم. في المنحى ذاته يرى الإعلامي أحمد المساعد أن قوة التأثير الإعلامي خاصة من المعلنين في وسائل التواصل الاجتماعي لعبت في التأثير على المستهلك بشكل واضح مع غياب استراتيجيات الأسر لوضع ميزانية محددة للإنفاق الغذائي في رمضان مع الموازنة مع مصروفات عيد الفطر المبارك بما لا يؤدي إلى وقوع أرباب الأسر في أزمات مالية. ويتساءل كثير من المواطنين لماذا يكون شهر رمضان عادة بمصروفات تفوق بقية الأشهر الأخرى الذي يتطلب إشاعة ثقافة مضادة تتبناها مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بتوعية المستهلك وحفظ الأطعمة. ووصف مهتمون بأن ارتفاع مصاريف شهر رمضان اضطراب غير مبرر في الإنفاق يحتاج إلى صياغة جديدة لهذه الثقافة وتلك السلوكيات في التسوق يشارك فيها مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي لسن سلوك مثالي في الشراء والأكل، مع أهمية تنفيذ دراسات ميدانية ترصد اتجاهات السوق وتحلل بياناته من قبل المتخصصين. من جانبها أكدت جمعية حماية المستهلك على ضرورة ترشيد عمليات الشراء، وتجنب السلوك الاستهلاكي المفرط، مع تعزيز ثقافة البحث عن البدائل عند ارتفاع منتج معين أو تقليل وزنه أو حجمه، وهي خطوة مهمة في صالح المستهلك. وترى الجمعية أن تكاتف المستهلكين في البحث عن البدائل يمثل قوة رادعة للحد من تلك الممارسات، ويوجه رسائل مباشرة للتجار بمدى قوة تأثير المستهلك على السوق مع أهمية مقارنة أسعار المنتجات بين منافذ البيع من خلال تصفح مواقع الإنترنت الخاصة بالأسواق المركزية، واستثمار فرصة التخفيضات مع التأكد من أنها حقيقية مع ضرورة الاحتفاظ بفواتير الشراء، للحاجه إليها عند إرجاع أو استبدال المشتريات. ملامح واضحة تجسد حجم الحراك لشركات التموينات الكبرى المتخصصة سلاسل إمداد تنشط لنقل المواد الغذائية من المستودعات الرئيسة