ونحن على مشارف كأس السعودية 2024 في ميدان الملك عبدالعزيز، تتوالى الإنجازات وتعظم لنادي سباقات الخيل ومعها تتجدد القفزات النوعية التي تشهدها الكأس بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس مجلس إدارة هيئة الفروسية ليحفل كل عام بما هو جديد ومبتكر في التنظيم والإدارة وحتى قيمة الجوائز التي تعزز المنافسة بين المشاركين وتنافسية السباق عالميا في خطواته نحو الريادة العالمية. ودون إسهاب في تاريخ هذه الكأس وما تحقق لها من تطور ومنجزات وتطوير لأهدافها ومستهدفاتها لتكون أغلى كأس على الساحة الدولية في سباقات الخيل، وبعد أربع نسخ ماضية ناصعة بالمنجزات والمكانة العالمية انعكست على الملاك والمدربين والخيالة وكل أصحاب العلاقة، ما زلنا في كل وقت نتلمس أداءنا الإعلامي الفروسي الذي ينشط - وقد لا ينشط - إلا في مواسم الكأس والفعاليات وكأنه يعمل بمنهجية ردود الأفعال لا خطة إعلامية مسارها العام كله. كما لا ننكر في الوقت نفسه ما به من كفاءات إعلامية وطنية جديرة ينقصها إعلاميو الفروسية وأبناء بيئتها الذين يستطيعون أن يضيفوا الكثير إلى مسار الإعلام بالمحتوى المتخصص لأنهم أبناء بيئة هذه الرياضة يتلمسون تحدياتها بل وقد يعرفون حلولها وهم بلا شك الأقرب إلى نبض الملاك والمدربين والخيالة، والمتلقي العادي محليا وعالميا. إن التحول العظيم والمشهود والمسجل بأحرف من ذهب لرياضة الفروسية عبر أقل من عقد من الزمن هو ما يدفعنا للتأكيد مرارا على أن إنجازاتنا أكبر من إعلامنا الفروسي، وقد أشرنا في كتابات سابقة للأسباب والحلول، ولكن مطلبنا اليوم على مشارف النسخة الخامسة لكأس السعودية أن يحظى الإعلاميون أو الموهوبون إعلاميا ممن يمتلكون المعرفة ويتابعون الأحداث ويتعايشون بيئة العمل الفروسي ويواكبونها يوميا - لا في الأحداث فقط - بمزيد من الاهتمام وفرص المشاركة في السياق الإعلامي لأنهم سيشكلون قيمة مضافة تبعث على تأكيد المنجزات بلغة يفهمها المتخصصون والعامة، وإذا أردنا للنسخة الخامسة أن تكون متطورة ومتميزة في كل شيء فمن المهم جدا أن يكون للإعلام نصيب الأسد. إن المعهود في مملكتنا اليوم بتوجيه قيادتنا الرشيدة أن نسهم في فهم سياقنا التطويري لتحقيق أهدافنا، وأن يكون كل منا شريك في تحقيق رؤية انحنى لها العالم باحترام تخطيطا وتنفيذا، وما هذ السطور إلا مشاركة في هذا الحراك الذي سيتعب العالم من بعده، وما هي إلا إضاءة ترجو أن يكون إعلاميو بيئة الفروسية (بيئة الجنادرية) مكونا أساسيا في كأس السعودية الخامسة وفي كل كأس وحدث يغذونها على مدار فعالياتها بتجربتهم اليومية ومعرفتهم التي ستكتب مزيدا من رسائل الريادة والتميز والتفوق العالمي للفروسية السعودية التي باتت تقود عالميا أطر ونماذج هذه المسابقات لتكون أعظمها وأغلاها. مسند عايد الشمري