استهلّ رئيس النادي الأمسية بالترحيب بالضيوف بطريقة لافتة حين فاجأ الحضور بألقاء كلمته على طريقة علوم الديرة قائلاً: علومنا ستر الله في ارضنا والله ربنا أمن وأمان وطاعة رحمن في ظل المولى وكنف ملكنا سلمان لامغدى ولا مجي إلا يمة الله ، ترونا ولا ترون البأس، لفيتم والله يحييكم اتفقنا أنا وناصر على أن تكون أمسية قصصية في المخواة فكان هذا المساء وملقاكم فالله يحييكم تراحيب المطر والسيل. ثم رحب بفرسان الأمسية مؤكداً أن الاحتفاء بالقصة هو احتفاء بالفن وبالوجود الإنساني الذي يعشق الحكاية متمنياً للحضور وقتاً ممتعاً وهو ما أجبر مدير الأمسية ناصر بن محمد العُمري على رد العلوم بالقول : حياكم الله وحيا علومكم لفيتم والله يحييكم جميعاً في المخواة نحن وأنتم أخوان وأعوان نلتقي على الود دوماً وكما أسلف الأستاذ : حسن الزهراني فأن هذه الأمسية هي امتداد لجهود النادي ونشاطاته في كل أجزاء المنطقة وأردف قائلاً :معنا في هذا الكون فرسان من مشارب مختلفة ومن خلفيات معرفية وثقافية متنوعة فيهم الراوي الشعبي الذي تشيع بحكايات الأجداد ويمثلهم هزاع سعد وغرم الله دخيل الله وبينهم شهرزاد الحكاية حيث السرد فن أنثوي بامتياز وتمثله صالحة الغامدي فيما مستقبل الحكاية ويمثله الشاب المتألق مصعب الغامدي فحياهم الله نشعل معاً الحكاية في ليل شتاء التهم الدافيء على جمر محبتنا وأدعو الأستاذ هزاع لبدء مشاركته. ألقى هزاع بن سعد نصين أحدهما اجتماعي يتحدث عن خلاف بين عشيرتين على مايعرف بالمصياف قديماً معرفاً المصياف بأنه ( مرعى الغنم الصباحي من أوراق الشجر المتساقط ثمرها وزهورها ) معرجاً على فصول التنازع واحتدامه حتى هيأ الله للعشيرتين رجالاً حكماء تمكنوا من نزع فتيل الشر بالاستشهاد بأبيات شعرية ساهمت في أطفاء نار الفتنة حيث كان الشعر يقع في النفوس فيوقظ فيها مكامن التروي. وألقى غرم الله حكاية آخرى عن غريزة المرأة وعاطفتها الجياشة تجاه أسرتها حين اختلفت أمرأة مع زوجها ثم غادرت لمنزل أهلها مغاضبة الزوج واكون بين أهلها يقع في تلة أعلى من منزل زوجها فأن أخاها لاحظ أن أخته تطيل النظر لبيت أولادها فماكان منه إلا أن طلب حكم من أهله وحكم من أهل زوج أخته لإصلاح ذات بينهم وحين طلب الأخ من زوج أخته مبلغ 500 ريال يدفعها للزوجة كشرط لرجوعها كانت الزوجة هي من تعتذر عن عدم تمكن الزوج من دفع هذا المبلغ فما كان منه إلا أن قال لها مادامك تعتذرين عنه توكلي على الله مع زوجك سقط حقك برغبتك في العودة له. وتألقت صالحة الغامدي في استحضار حكايا السعلية وأم الصبيان والمعسعسة وهي كائن خرافي يعتس بطون الأطفال ليلاً ومن يجده لم يتعشى فأنه يلتهمه مشيرة إلى استخدام الناس للقصة في مجال التخويف حتى يسلموا من هوام الليل. وألقى مصعب الغامدي نصين من عوالم مختلفة تعكس ثقافة الجيل الحالي وتواكب تصوراتهم عن الحياة وطغت على شخوص النصين التطلع إلى الحصول على الثراء كما هو حال الإنسان الغربي حيث تجري أحداث القصة في نيويورك مستحضراً حياة الإنسان الغربي وأسلوب حياته في مختلف التفاصيل. وفي نهاية الأمسية كرم رئيس النادي الأدبي بمشاركة مدير معهد العالم العربي بباريس سابقاً د. معجب الزهراني في تكريم فرسان الأمسية ومنسوبي الغرفة بالشهادات التقديرية.