إن من أهم مظاهر السعادة وبهجة النفس في شهر رمضان المبارك هي التفاف أفراد الأسرة حول مائدة رمضانية أعدتها ربة البيت ومن يساعدها من البنات أو الخادمات بكل حب لأهل بيتها. يجلسون دقائق قبل الأذان يدعون الله ويسألونه من فضله. وأحدهم يوزع حبات التمر والآخر يسكب لهم ما تم تحضيره من الطعام. وبعد أن يسمع الجميع صوت المؤذن يردد (الله أكبر) تغشاهم السكينة والرحمة. وبعد الإفطار وأداء الصلاة يتحلقون حول الشاي والقهوة وأصناف الحلوى والضحكات تملأ مجالسهم. روح جميلة ليس بسبب الطعام ولكن بشعورهم باقترابهم من أهلهم وأحبتهم. وقد ابتلينا بكثرة المطاعم وتطبيقات التوصيل التي أساء البعض استخدامها. ففي بعض البيوتات تجد كل فرد يطلب وجبة مختلفة عن الآخر فالأخ يطلب دجاج المندي اللذيذ وأخته شطائر البرجر من مطعم شهير وكل منهم يأكل لوحده. وأكثر ما ترى في شوارع حاراتنا مناديب التوصيل حيث إنهم يمرون على كل بيت أكثر من مرة في اليوم لأن لكل شخص طلب خاص. وغابت لمة الأسرة عن السفرة وفقدنا العاطفة الطبيعية بين الوالدين وأطفالهم. وبها غاب حديثهم واهتمامهم ببعضهم وغابت ضحكات تنشر البهجة في البيت. رمضان مدرسة للأسرة ليجتمعوا مع بعضهم ويشارك الأب أبناءه الحديث والأم تشارك أبناءها اهتمامهم وأفكارهم. إن وجود الآباء مع الأبناء بشكل يومي بأوقات الوجبات يشعرهم بالطمأنينة والأمان والسعادة وكذلك أيضاً يصبحون أقوى عاطفياً. والأبناء عليهم دور في الحرص على إسعاد والديهم بالمثول أمامهم ومساعدتهم بإظهار فرحهم بلقاء والديهم. فلنقل أهلاً رمضان وأهلاً بلمة الأسرة حول طعام الأم أو الأخت أو الزوجة فالسفرة الرمضانية تساعد على معرفة أخبار أفراد الأسرة والحديث عن مشكلات الحياة والتي قد يساهمون بتخطيها وإيجاد الحلول المناسبة لها أو حتى للأخبار السعيدة التي لها دور بسعادة الجميع، وأيضاً الدعم المعنوي بينهم. فلنجعل سفرتنا طوال العام مثل سفرة رمضان. وليس كسفرتنا في شهر رجب. * طبيب