لا أحد ينكر أهمية التقنية للإنسان؛ فكل التقنيات ساعدت الإنسان وجعلته يحرز الكثير من التقدم وحل الكثير من المشكلات التي تواجهه. عند النظر إلى الأجهزة نجدها تقوم بسد حاجات كل إنسان، على سبيل المثال الخلاط والثلاجة والغسالة كلها أجهزة تقنية كان الإنسان بحاجة إليها لمواجهة مشكلات وتوفير الوقت والجهد. ورويداً رويداً تحول الأمر اتجاه التقنيات من منطق الحاجة إلى منطق الإمكان؛ ففي منطق الحاجة نجد أن التقنيات تخدم الإنسان وتقدم له الحلول في أمور لم يكن لديه القدرة على فعلها.. هنا الإنسان سيد الموقف أي أنه يتحكم بالتقنيات وفق إرادته ومتطلباته ولكن عندما ننظر للوقت المعاصر نجد أن التقنيات تمكنت وأجبرت الإنسان على أن يكون أسيراً لكل التقنيات المعاصرة.. فبعد أن كان الأمر يسير وفق منطق الحاجة، أصبح يسير وفق منطق الممكنات. جلبير هوتو - فيلسوف بلجيكي- يؤكد أن الإنسان في عصر التقنية المتطورة أصبح مجرد منفذ لأمر تقني ضروري، يتجاوز قدرات وغايات فعل الإنسان، أصبح وجودها يهدد الكيان الإنساني، فمثال ذلك (الذكاء الاصطناعي)، فهو قادر على أن يفعل أشياء خارج الذهن الإنساني. وللتقنية سلبيات وإيجابيات فمن سلبياتها نقل الكثير من المعلومات غير الموثوق فيها، وإضاعة الوقت، ونشر الإشاعات والأكاذيب والأفكار وغيرها من سلبيات يصعب حصرها، أما الإيجابيات فهي كثيرة أيضاً لا يمكن حصرها فمنها رفع مستوى الثقافة والمعرفة لمستخدميها وتطوير كافّة مجالات الحياة كقطاع التعليم، والصناعة، والتجارة، والحصول على كافّة المعلومات المرادة بسهولة وسرعة عالية، وفتح فضاءات إنسانية رحبة منها على سبيل المثال الحوار وسهولة التواصل مع الآخرين.