هي قصة أتت للحظات، جاءت مباغتة لذهني عندما قرأت كتاب مهارات التفكير في المنهج الدراسي، كان بطلها ذاك الطفل النابغ عندما طبق تجربة زرع البذرة وانتهينا منها، لينطلق بمخيلته ويسألني بكل ثقة: أستاذتي، ماذا لو نعيش تحت الأرض لسنوات عدة ماذا سيحدث لنا؟ البعض يظن أنه عاديا تسمى (شطحات) الأطفال فالتجاهل أو الإجابة النمطية هو الخروج من مآزق هذا النوع من الأسئلة لا تعتقد أنها أزمة، بل هو مدخل إلى مخيلة الطفل وإثرائه بما ينمي ويطور مهاراته وقدراته المستقبلية معلومة تقدم على طبق من ذهب. تعرفت عليها من خلال هذا الموقف فكانت النتيجة حقيقة علمية وليست تنظيرا من تجربة عابرة، إن حقيقة الخيال الذي يملكه الطفل هو خيال المبتكر والمبدع الذي نفخر بهم كبارا عند القيام بإنجازاتهم على مستوى العالم، ماذا كان دوري في هذا الموقف آنذاك (موقف المذهول)؟ بدأت عرض الإنسان في العصر الحجري وقصة سيدنا صالح عندما كان قومه ينحتون من الجبال بيوتا فجاء السؤال مرة أخرى يكرر السؤال بكل براءة وعيناه يملؤهما الفضول، (تحت الأرض أستاذتي وليس بداخل الصخور والجبال)، صدقا وليس عبثا أخي القارئ والمربية الفاضلة لا تشيح النظر عن طفلك عندما يبدأ بطرح الأسئلة غير المألوفة هم المستقبل الذين يفتحون لنا الآفاق. فالسؤال هنا (هل بالإمكان أن نعيش في داخل الأرض؟) ما أجمل فضول هذا الطفل، فضول يثري حصيلته المعرفية وما أروع أن يجد من يشبع فضوله بما يتناسب مع بيئته وعمره العقلي، وكيف يكون هو الشعور الذي يأتينا من مجرد أن نكون معهم في مخيلتهم لنحلق بهم لنجعل سويا المستحيل واقعا.