في اليوم ال114 للحرب على غزة استشهد عشرات المواطنين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا. وأفادت مصادر طبية، بوصول شهداء وجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى، إثر قصف الاحتلال عدّة منازل في دير البلح وسط القطاع. جنوب إفريقيا تواصل معركتها القانونية واستشهد 9 مواطنين، بينهم نساء، جراء قصف الاحتلال منازل في خان يونس. وفجر أمس استشهد مواطنان وأصيب آخرون، جراء قصف الاحتلال منزلا في حي الجنينة شرق رفح، جنوب قطاع غزة. واستهدفت طائرات الاحتلال أرضا زراعية في محيط شركة الكهرباء في مخيم النصيرات، وسط القطاع. وحسب المصادر ذاتها، ارتقى 28 شهيدا، وأصيب آخرون، جراء القصف المتواصل على خان يونس خلال ال 24 ساعة. قصف أعنف بعد قرار «العدل الدولية» وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع منذ بدء العدوان إلى أكثر 26 ألف شهيد، ونحو 64 ألف مصاب، وآلاف المفقودين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى الدمار الهائل والكارثة الإنسانية غير مسبوقة، وتدمير خيام النازحين وغرقها. 26 ألف شهيد هشموا سمعة نتنياهو وداعميه استهداف المدنيين وقتل عمد من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال تواصل استهداف المدنيين بشكل مباشر، وارتكاب جرائم قتل عمد وإعدامات تعسفية خارجة عن نطاق القضاء ضدهم. وأردف: «يأتي ذلك بالتزامن مع هجوم الاحتلال، الواسع، في غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة، وفي إطار مواصلته ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي». الاحتلال يترك المخيمات كومةً من رماد وأكمل المرصد الحقوقي: «وثقنا جريمة إعدام تعسفي وخارجة عن نطاق القانون والقضاء وجريمة قتل عمد مروعة نفذتها وحدات القناصة في الجيش (الإسرائيلي) استهدفت فيها شقيقين، أحدهما طفل». وأوضح: «قُتل الشقيقان أمام أعين والديهما، وباقي أفراد أسرتهما في وقت كانوا يستعدون للنزوح القسري عن منزلهما في حي الأمل غرب خانيونس، الذي اجتاحته قوات الاحتلال وترتكب فيه العديد من الانتهاكات والجرائم». قرار محكمة العدل أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية «أن الوقف الفوري لإطلاق النار، هو شرط ميداني وعملي لإلزام إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) بتنفيذ الإجراءات التي أقرتها محكمة العدل الدولية، لحماية المدنيين، وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية». وترى الوزارة، في بيان صدر عنها، وصل «الرياض» نسخة منه، أن استمرار حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني تحدّ إسرائيلي لقرار المحكمة، وإمعان في التدمير الممنهج للقطاع، وخلق بيئة ملوثة طاردة للسكان، خاصة ما يتعلق باستهداف المستشفيات ومحطات الصرف الصحي، وما يتصل باستمرار سياسة التجويع والتعطيش والحرمان من أبسط احتياجات المواطنين، خاصة في فصل الشتاء. وأدانت استمرار حرب الإبادة الجماعية المتواصلة لليوم 114 على التوالي، في إمعان اسرائيلي واضح على استكمال تدمير قطاع غزة، وتحويله إلى مكان غير صالح للسكن. لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر دعا رئيس جهاز الأمن العام للاحتلال الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، خلال جلسة المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (كابينت الحرب) بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث «السبت الأسود»، في إشارة لعملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها «حماس»، في 7 أكتوبر الماضي. وقالت القناة « 12» العبرية، الليلة الماضية، إن «طلب رئيس الشاباك، جاء بعد حديث النائبة في برلمان الاحتلال «كنيست» تالي غوتليب، من حزب الليكود عن نظرية مؤامرة كانت وراء أحداث 7 أكتوبر». وقال بار للوزراء: «أنا أطلب منكم الإعلان عن لجنة تحقيق رسمية اليوم». وأضاف: «الجمهور يتوق إلى ذلك، والشاباك يتوق إليه، هكذا ستكون هناك نهاية لكل الأكاذيب ونظريات المؤامرة». وأشار بار إلى تغريدة عضو الكنيست غوتليب، وحذّر من أن «الإعلان عن هوية مقاتلين هو منحدر زلق لمقاتلي الموساد والشاباك وأمان (شعبة الاستخبارات العسكرية)»، وأردف، قائلا: «أطلب منكم مساعدتنا وإدانة ذلك ومواجهته، هؤلاء هم المقاتلون الذين ترسلونهم إلى المعركة، إذا لم نعتن بهم، الآن سوف تضيع هوية مقاتلينا». وقالت القناة: «هذا طلب غير عادي من رئيس الشاباك، يدل على مزاج رئيس الشاباك وموظفيه، الذين يجدون أنفسهم في خضم الحرب عرضة للهجوم والافتراء من قبل جميع أنواع المتآمرين». وردّ «الشاباك» على تقرير القناة، بالقول: «نحن لا نشير إلى ما يقال في مناقشات الكابينيت، سيتم التوضيح أنه في مواجهة الادعاءات الكاذبة التي سمعت، في الآونة الأخيرة، ضد موظفي المنظمة (الشاباك)، أن المنظمة ورئيسها سيواصلان بحزم حماية موظفي الشاباك من أولئك الذين يسعون إلى المساس بهم وبسرية عمل الخدمة في مواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه دولة إسرائيل». وقال بار في رسالته، بحسب القناة: «نشرت النائبة في الكنيست غوتليب، تغريدة تحتوي على تفاصيل كاذبة حول أحداث يُزعم أنها وقعت قبل اندلاع الحرب»، مضيفا: «لقد قامت بنشر ادعاء كاذب بشأن أفعال قام بها أحد موظفي جهاز الشاباك». وتابع بار: «تضمن المنشور ذكر اسم موقع إلكتروني نُشرت فيه الادعاءات الكاذبة، بالإضافة إلى صورة من عنوان التقرير الصحفي، في التقرير الموجود على الموقع التفاصيل الكاملة لموظف الشاباك وأفراد عائلته، وتجدر الإشارة إلى أنه مكتوب في هامش التقرير أنه تم نشره من قبل مسؤول يتمتع بالحصانة البرلمانية». وأضاف بار، مهاجما غوتليب: «كما تعلمون فإن المادة 19 من قانون جهاز الأمن العام (الشاباك) تنص، من بين أمور أخرى، على أن هوية موظفي الخدمة، السابقين أو الحاليين، سرية ويمنع نشرها». ومضى، قائلا: «إن تصرفات عضو الكنيست غوتليب هي جريمة واضحة، وهي في ظاهرها تشكل أيضًا مخالفة مدنية، لكن طلبي يركز على الضرر الذي لحق بأمن الدولة، والذي تم تنفيذه عن علم وعمد، وعرّض موظف في الشاباك وأفراد أسرته للخطر». وكانت غوتليب قد نشرت ادعاءات بأن «الشاباك والموساد متورطان في الإعداد لهجوم حماس بالاتفاق مع رئيس الحركة يحيى السنوار». وبحسب رواية النائبة من حزب «الليكود» بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن «رئيس الموساد ديدي بارنياع، اجتمع مع شيكما ريسلر، إحدى قادة الاحتجاج ضد الثورة القانونية (تشريعات سعت الحكومة لتمريرها وأخرجت آلاف الإسرائيليين للتظاهر)، وأن الولاياتالمتحدة نسفت محادثات بين زوج شكما بريسلر، والسنوار، قبل أيام من 7 أكتوبر». شهداء برصاص الاحتلال استشهد شاب فلسطيني، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية دير أبو ضعيف شمال شرق جنين، شمالي الضفة الغربية. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن «طواقمها تعاملت مع إصابة خطيرة جدا بالرصاص الحي من قرية دير أبو ضعيف، وجرى نقلها للمستشفى»، وأعلن عن استشهاده لاحقا. وذكرت مصادر محلية أن الشهيد هو قسام ياسين (27 عاما)، واستشهد متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت المصادر إن الشاب ياسين أصيب بالرصاص الحي في بطنه، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال اندلعت عقب اقتحامها القرية، نقل إثرها في حالة خطيرة إلى المستشفى، حيث أعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته. وتصعد قوات الاحتلال من اقتحاماتها وحملات الاعتقالات في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي، في محاولة لوقف أعمال المقاومة، التي تأتي ردا على عدوان الاحتلال المتواصل، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال. واضافت، إن قوات الاحتلال اقتحمت دير أبو ضعيف وأغلقت مداخلها، ما أدى لاندلاع مواجهات، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي صوب المواطنين. وداهمت قوات الاحتلال العديد من المنازل في البلدة، عرف منها منازل الشقيقين قاسم وناجح ياسين، في وقت اعتلى قناصته عددا من أسطح المنازل وأطلقوا الرصاص صوب الفلسطينيين. نزوح واسع نحو الجنوب باتجاه الحدود المصرية (أ ف ب)