أعلى سلسلة جبال العرمة تأتي بلدة القاعية ذات البعد التاريخي وأهميتها الاقتصادية والحياتية، ففي تلك البلدة الصغيرة أكثر من 150 بئراً "قليب" تمثل وفقاً للباحثين عن الآثار أكبر الموارد المائية قديماً، وأكبر تجمع آبار في شبه الجزيرة العربية وفقا لما ذكره ياقوت الحموي في القرن السابع الهجري، ويشار إلى أن أعدادها تفوق 150 بئراً في مكان واحد يسمى الدجنتين، ففي القاعية ويسمى مكانها تحديداً جو القاعية توجد نحو 76 بئراً متقاربة المسافة وفي محيط لا يتجاوز 500 متر، فيما المكان الآخر ويسمى الدجاني - شمال القاعية بنحو ثلاثة كيلو مترات - توجد أكثر من 34 بئراً، فيما يرى البعض أن هذا العدد يمثل الآبار بحالتها الراهنة، فيما العدد نفسه اندفن مع الرياح والرمال والزمان. ووفقا للأديب والمؤرخ عبدالله بن محمد بن خميس فإن القاعية هي منهل من مناهل قبيلة مطير، حيث يشير إلى أن القَاعِيّة، بفتح القاف، بعدها ألف، فعين مكسورة، فياء مشددة مكسورة، فتاء، منهل من مناهل شمالي العرمة، بقرب منهل الدَّجَانِي، بينهما قفيف صغير، الذي يعلوه يرى ورد المنهلين، وكلامهما من مياه مطير، وماء القاعية عذب، وعمقه ما بين خمسة وعشرين إلى سبعة وعشرين باعاً، والباع يعادل 189.5 سنتميتر، أي أن عمق تلك الآبار يصل إلى نحو 50 متراً، وهي مسافة صغيرة جداً، مما يعني توافر الماء بشكل كبير، إضافةً إلى أن ذلك الماء عذب جداً، فهو يتغذى من مياه الأمطار. والكثير من زوار المنطقة ومع هطول الأمطار والربيع يلفت نظرهم تلك الأسوار المبنية من الطوب الإسمنتي دون أي علامات تشير لما بداخل تلك الأشكال التي في غالبها مربعة الشكل، فيما كانت الإجابة أنها لحماية المشاة والمركبات والإبل والأغنام من السقوط في تلك الآبار العميقة، وهنا المفاجأة حيث تلك الآبار الأشهر والقريبة من بعضها البعض ذات الطعم العذب والحفر الفريد والصخور الصماء، في إشارة إلى غياب الاهتمام بتلك الآبار التاريخية والتراثية والأثرية والتوضيح عنها ودعوة لإعادة صياغة بنائها وإشهارها في موقع يمثل إحدى مناطق عالية نجد العذية ومرتفعات سلسلة جبال العرمة، بل ومنطقة تزود القوافل المتوجهة من سدير والقصيم والزلفي إلى الكويت والعراق والأحساء، وتسمى تلك الرحلة بالخطر، ففيها يتم قطع صحراء ورمال الدهناء بنحو 300 كيلو متر دون وجود موارد ماء في تلك الصحاري الجميلة، داعين الجهات المختصة والمختصين في الآثار في الاهتمام بتلك المواقع وفتح مجالات البحث فيها والتعريف بتلك المناطق الجميلة في عالية نجد العذية وبين جبال العرمة البوابة الشرقية للعاصمة الرياض. لوحة تشير إلى الآبار ومعلومات بسيطة عنها المتنزهون يلفت نظرهم مواقع تلك الآبار