في هذه الحياة سوف تمر بالعديد من الصدمات التي سوف تقف أمامها على مفترق طريقين، أحد هذه الصدمات هو حديث بعض الناس عنك في ظهرك بما ليس فيك أو قل حديث افتراء بناءً على ظنون أو اعتقادات المتحدث قبيح الظن. السواد من الناس يخوضون المعارك والنزالات لإثبات خطأ الحديث الذي أصابهم ونال منهم واضعين أمام أعينهم المثل القائل (الصيت ولا الغنى). في الحقيقة، لقد أثبتت الأيام أن مثل هذه المعارك ماهيا إلا معارك استنزاف للروح والوقت!! فدع المهرجين والواشين والأفاكين في بحر ظنونهم يسبحون، ليس عليك خوض أي معركة أو نزال مع هؤلاء وليس عليك التبرير والتفسير للجميع، اترك الأحاديث مهما بلغت شدتها وآذها لك لا تتجاوز لحظات استماعها أو قراءتها... روح وحيدة فقط من يحق لها التبرير والشرح وطرح وبسط كل وسائل الإيضاح اللازمة، تلك الروح التي تسكنها وتسكنك وأقصد بتلك الروح التي نقول لها (أحبك رغم كل شيء) بغض النظر عن نوع الصلة التي بينكما، هذه الروح هي الوحيدة التي يحق لها الشرح والتبرير، فالحب مهما بلغ قدره وعمقه يبقى شعورًا حساسًا جدًا ورقيقًا، ومن شدة رقته قد تستغله المشاعر السيئة بالجنوح إلى قلب المحب وتعبث فيه فسادًا وتسويدا. عندما نموت ونختفي من على وجه الأرض ونصبح في باطنها لن يتذكر الناس قبح الأحاديث التي ألقوها علينا ظلمًا وزورا، وفي الواقع لن يتذكروا حتى اسمائنا أو أنفسنا إلا مع طيف ذكرى عابر كل ما هب لذكرى هبوب!! سوف تخلد أسمائنا ملاصقة لأعمالنا القائمة على مر الأزمان والعصور سواءً كانت أعمال حسنة أو سيئة. لذا دع عنك قبح ظنونهم وبهتان أحاديثهم، واترك أعمالك العظيمة الحسنة تحكي للأجيال من بعدك عن آثراً يمتد ويتعاقب جيلًا بعد جيل. «الآثار هي ذاكرة الأرض، فالبشر يختفون وتبقى آثارهم تحكي وتؤكد امتدادهم على مر التاريخ» من رواية مملكتان وجمهورية.