تشتهر منطقة عسير بمحاصيلها الزراعية الموسمية التي أسهمت في ازدهار زراعتها التضاريس المتنوعة بين السهل والجبل، ففي السروات تبرز محاصيل «البرُ» وبعض أنواع الذرة، أما السهول التهامية مثل محافظتي «بارق» و»محايل» فعرفت بزراعة نوع آخر من الحبوب وهو « السمسم « أو ما يسمى محلياً «الجلجلان»، حيث تحتل الأراضي الزراعية في «محايل» وبارق» نسبة كبيرة من مجمل مساحات زراعة «السمسم»، نظراً لما حباها الله من اعتدال المناخ خلال فصل الشتاء في نوفمبر وديسمبر ويناير وفبراير. ويشير المزارع بمحافظة بارق (موسى آل غشام) في حديثه ل»واس» إلى أن مراحل زراعة «الجلجلان» تستمر لمدة ثلاثة أشهر ونصف، وتبدأ بتوزيع البذور عن طريق المحراث بالطريقة التقليدية، ثم تبدأ النبتة في النمو اعتماداً على مياه الأمطار حيث يصل طولها إلى متر أو أكثر، وبعد ذلك تزهر وتثمر. ويتميز نبات «الجلجلان» أو السمسم، بأوراق خضراء بيضاوية الشكل، يتوزع ثمرها على غصن الشجرة ذات اللون الأخضر التي تتحول تدريجياً إلى اللون البني أو الأبيض وقت الحصاد، بعد اكتمال النمو، وذلك بعد اصفرار السيقان والأوراق السفلية وتساقط الزهور، ويتم حصاده وتسطيره لمدة 3 أيام حتى يجف، وبعدها يُجَمَّع على شكل هرمي والانتظار لمدة 20 يوماً. الحزم والضرب ويرى المزارع «آل غشام» أن مرحلة تصفية حبوب «السمسم» أصعب المراحل حيث يُتَأَكَّد من جفافه بشكل جيد لتبدأ عملية نفل الحزم والضرب على كل حزمة بالعصي أو باليد، وبعدها يُنَقَّى من الأوراق وبعض الأغصان، وفي المرحلة الأخيرة يُعَبَّأ في أكياس وإغلاقها بإحكام من أجل بيعها في الأسواق المحلية ما يشكل رافداً اقتصادياً مهماً للمزارعين. وفي جولتها على مزارع السمسم بمحافظة بارق التقت «واس» هيازع البارقي الذي يعصر بذور نبات السمسم بعد حصاده، ويسمى «السليط»، لافتاً إلى أن منتجات السمسم تشهد إقبالاً كبيراً ومتزايداً خلال فصل الشتاء. وقال: «يستخدم السليط في الطبخ في العديد من الأكلات، ومنها السمك المقلي بزيت السمسم، كما يضاف السليط للحلبة والزبادي وأنواع عديدة من الإيدامات والسلطات لفائدته الغذائية، فيضيف عليها مذاقاً رائعاً». واقترح البارقي استحداث مهرجانات تعنى بموسم حصاد «السمسم» في محافظة بارق، مما سيسهم في خلق فرص للمشروعات الصغيرة ذات جدوى اقتصادية. وتدلّ الأبحاث والدراسات في فوائد زيت السمسم، على أنه يقي من العديد من أمراض القلب وتصلب الشرايين، ويبطئ من تراكم الدهنيات على جدران الشرايين، وينظم مستويات السكر في الدم، ويخفض من مستويات ضغط الدم، وتحسين صحة العظام، كما يعالج القلق والتوتر، ويخفف أعراض الالتهابات في الجسم، ويمكن استخدام زيت السمسم كغسول للفم، وعلاج لألم الأسنان، وكذلك معالجته لبعض حالات الإمساك وغيرها من الفوائد الصحية، بالإضافة إلى استخداماته التجميلية مثل معالجته لحب الشباب، وترطيب البشرة، كما أنه يعد علاجاً لتساقط الشعر والشيب المبكر وغيرها من الفوائد. مرحلة تجفيف السمسم