يمتاز جبل قرنيت الواقع في قلب سلسلة جبال السروات بمركز الشفا بالطائف بإطلالات رائعة تجعل منه مكانًا يستحق عناء المغامرة خاصة مع ما يضمه من العديد من المناظر الجيولوجية، ومسارات المشي، وطرق المغامرات الأكثر تحديًا، التي يضيفها زوار وسياح المحافظة إلى قائمة وجهاتهم السياحية النوعية. ويعد جبل قرنيت ضمن الجبال الأعلى خليجيًا؛ المكتسب بالعديد من الجواذب مثل الصخور الرسوبية، والأشجار المتكاثرة في أعلى قمته، كشجرة العرعر العتيقة، والمشاهدات المهيبة للقرى القديمة الوادعة أسفل الجبل المطلة على الأودية الباهية؛ مثل وادي الفرع، ووادي السيل المحرق، ووادي ذي غزال، ووادي الشعبة ووادي حرجل، ووادي الشري ووادي البو، ووادي تنقد، ووادي القر بني عمر، ووادي رمان وغيرها من الأودية، شديدة الخصوبة التي تتغنى فيها كثرة النباتات العطرية الزاهية، والمزارع الخضراء، التي تنتج أفضل أنواع الفواكه والخضروات. ويبرز جبل قرنيت قوامه بارتفاعاته الشاهقة التي تصل إلى 2500 متر فوق سطح البحر، حيث يستقبل في أولى ساعات الصباح الباكر عن غيره من القمم، وصول دفء انسدال أشعة الشمس، التي تطوق صخوره البيضاء العملاقة، راسمة لوحة فنية بديعة غايةً في الجمال. ويمتلك الجبل تنوعًا كبيرًا تزين ضفافه الطبوغرافية المتباينة، وسمات تضاريسه الدقيقة التي تحمل عناصر طبيعية، تكثر بها الكهوف والمنحدرات الحادة، وما يحتويه من تشققات وانكسارات تساعد المحبين لرياضات التسلق على الحركة والصعود، ما يشكل دافعًا لممارسة هذا النوع من الرياضة. ويمتاز موقع جبل قرنيت في فصوله الأربع بالأجواء الجميلة المصاحبة لمنظر السحاب والضباب الكثيف الذي يضفي فوقية ساحرة على طبيعة المنطقة؛ التي تحظى بكثافة هطول الأمطار على مدار العام، فيزدحم الزوار في حضرة جبل "قرنيت" من جميع مناطق المملكة ومن دول الخليج العربي والدول العربية تقربًا منه، لنوعيته النادرة، ووجوده ضمن قمم مركز الشفا السياحي، الذي يحتضن جبالًا مثل دكا، وجبل ساق، المحاطة بجبل غزوان موقع مدينة الطائف الرئيس، ووقوعه على شفير تهامة مما أكسبه جمالاً بديعاً وجواً لطيفاً. مما يذكر أن جبل قرنيت سميا بهذا الاسم؛ نسبة إلى التكون الجمّ لأحجار الجرانيت، وتفككها إلى أشلاء على مر العصور، تمكن الزوار من رؤية المتغيرات التي طرأت ومرت بها هذه الصخور الجرانيتية على مر السنين.