خرج المدرب "الحاضر" للمنتخب مانشيني في اتهام خطير لعدد من لاعبي الأخضر مشيراً إلى أن بعضهم أعلن عدم ارتياحه في المعسكر، وبعضهم الآخر طالب بتواجده في القائمة الأساسية أو العودة لناديه!!! ثارت ثائرة القوم وتنفخت أوداجهم غيظاً تجاه مانشيني، كيف يجرؤ هذا الأجنبي على اتهام اللاعب السعودي بوطنيته والتشكيك بذمته والدخول بنيته؟!! كذبوا مانشيني هكذا بلا دلائل ولا قرائن إنما "فزعة" مع المواطن السعودي الذي هو فوق اتهام مانشيني وبعيد عن مواضع الشُبه ومواطِن الريبة ولكن....! لنعد للوراء قليلاً ونقف على موقفهم عندما صرح مدرب المنتخب السعودي "الغابر" فينغادا علانية متهماً الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي آنذاك بالتدخل الصريح في عمله ومطالباته بإقحام سامي الجابر في تشكيلة الأخضر عنوة. وعلى الرغم من عدم أهمية التصريح وبعد مرور ما يربو على ربع قرن على الحادثة المزعومة هبوا لنصرة فينغادا وتصديقه في كل كلمة نطق بها ووصفوه ب "كاشف الغطاء" عما يدور في كواليس المنتخب. تبنوا تصريحه واتخذوه شعاراً ووضعوه دثاراً وتناقلوه فرحين مستبشرين فقد وجدوا وأخيراً قرينة يدعمون بها قضيتهم الأزلية "اللوبي الأزرق" و"المنتخب الكحلي" ولنرجع بالذاكرة أبعد في حادثة "عكاز سالم الدوسري" واستبعاده من المنتخب نتيجة إصابته، هل كان موقفهم هو نفسه؟! هل استحضروا حرمة التعرض لوطنية المواطن السعودي؟! هل رفضوا تصريح فينغادا ولفظوا من تبناه؟! كلا والله. التعامل مع قضايا اللاعب السعودي أياً كان ناديه لا بد أن يكون بنفس المبدأ وعلى ذات الميزان، ولا تركن للأهواء والميول والمصالح، فنحن لا نتخندق في خندق واحد مع تصريح مانشيني ولسنا ضده، ولم نقف في صف اللاعبين ولسنا في المعسكر المضاد لهم، فالصورة غير واضحة ويكتنفها الكثير من التفاصيل التي نجهلها وليس هذا وقت كشفها والمطالبة بالتحقيق فيها. المنتخب السعودي الآن في قلب الحدث وفي معمعة البطولة الآسيوية ويسير بخطى واثقة فحصد العلامة الكاملة في أول جولتين، ولزاماً علينا جميعاً نسف كل القضايا وإقفال ملفاتها وحبسها في الأدراج والتركيز التام حول الأخضر في مهمته وتهيئة الأجواء الصحية له والإيمان التام بقدرات من يمثله والثقة المتناهية بهم ريثما ينتهي النزال الآسيوي الكبير عندها لكل حادث حديث. كل التوفيق نتمناه للأخضر في مشواره المهم والصعب وهو قادر بإذن الله على المضي قدماً والوصول لأبعد نقطة ممكنة وكل الذي يحتاجه منا هو الالتفاف حوله والتكاتف نحوه والمؤازرة خلفه حتى ينهي البطولة بأفضل صورة ممكنة.