يوضح ادواردو فينغادا مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم ان منهجه في عالم التدريب يسير وفقاً للمثل البرتغالي: لا تفقد أملك في الحياة. وهو لم يفقد الأمل يوماً في عالم كرة القدم. ويؤكد فينغادا ان هذا المثل سيكون نصب عينيه عندما يخوض غمار التصفيات الاسيوية النهائية المؤهلة لمونديال فرنسا 1998. ويعترف فينغادا ان المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الجهد وهي لن تكون نزهة كما يتصور بعض المتابعين والمشجعين. "الوسط" التقت المدرب البرتغالي فينغادا وعادت بهذه الحصيلة. نود ان تلقي الضوء على سجلك التدريبي. - بدأت مساعداً لمدربين عدة واثناء عملي تلقيت دورات تدريبية وعملت مساعداً لأبرز مدرب برتغالي كارلوس كيروس ورافقته في تدريب المنتخبات المختلفة منتخب تحت سن 19 عاماً ومنتخب تحت 21 عاماً ثم توليت بعد ذلك مسؤولية تدريب المنتخب البرتغالي الاولمبي واستطعت ان أصعد به الى أولمبياد اتلانتا للمرة الأولى بعد ان حققنا بطولة اوروبا كما اني كنت المشرف على المنتخب البرتغالي الأول ابان نهائيات كأس العالم 94. هل مارست كرة القدم لاعباً قبل ان تمارسها مدرباً؟ - لعبت لعدة اندية برتغالية لكنني لم أكن لاعباً مشهوراً وفي الوقت نفسه كنت أدرس التربية الرياضية وتخصصت في مجال كرة القدم وقد نلت درجة محاضر معتمد في كرة القدم لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA اضافة الى عملي في جامعة لشبونة. هل يفترض في المدرب ان يكون لاعباً من قبل؟ - لا اعتقد ان هذا الافتراض قاعدة، واذا استطاع المدرب ان يجمع بين الامرين فان ذلك يساعده كثيراً في عمله التدريبي. ولعل ما يؤكد صحة كلامي مدرب المنتخب البرازيلي السابق كارلوس البرتو بيريرا، فهو لم يكن لاعباً مشهوراً لكنه نجح نجاحاً باهراً في عالم التدريب. المرحلة المقبلة انتهت المرحلة الأولى من معسكر المنتخب السعودي بالرياض وبدأت المرحلة الثانية بالبرتغال، علامَ ستركز في هذه المرحلة؟ - طبيعة الجو في البرتغال تساعدنا على زيادة الجرعات التدريبية وتمكن اللاعب من العطاء بشكل أفضل، وخلال المعسكر الحالي وقبل مباراتنا مع الكويت سنركز على الاهتمام باللياقة البدنية ما يساعد اللاعبين في تأدية ما يطلب منهم داخل الملعب اثناء المباريات. يحتج البعض على اقامة المعسكر في البرتغال لأن طبيعة الاجواء هناك تختلف عن الاجواء التي سيخوض المنتخب السعودي فيها لقاءاته؟ - المنتخب السعودي سيلعب أولى مبارياته في منتصف شهر ايلول سبتمبر وفي هذه الفترة يميل الجو الى الاعتدال وتنخفض درجات الحرارة في المنطقة الخليجية، أي ان الجو سيكون مشابهاً تماماً للاجواء التي نتمرن فيها بالبرتغال، ناهيك بأن اللاعبين لا يستطيعون ان يتمرنوا لأكثر من ساعة ونصف في الطقس الحالي في السعودية لهذا ارتأينا ان يقام المعسكر في البرتغال لزيادة الحصص التدريبية من جهة وللقاء الفرق البرتغالية من جهة ثانية. ألا ترى ان المعسكر التدريبي الطويل 35 يوماً قد يصيب اللاعبين بالملل فينعكس سلباً على ادائهم؟... - مدة المعسكر لن تتجاوز 27 يوماً لأننا سنعود قبل مباراتنا مع الكويت بأسبوع على الأقل ولا تنسَ ان اللاعبين السعوديين جميعهم محترفون، وعليهم ان يتحملوا هذه المدة، اذا أرادوا ان يضطلعوا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وان يصلوا الى بر الامان. كيف تلقى فينغادا خبر قرعة مباريات التصفيات النهائية لقارة آسيا، وهل تغيرت المخططات التي رسمها من قبل؟ - كان من المقرر ان نبدأ المعسكر يوم 13 آب اغسطس لكننا بعد القرعة وتقديم المباريات اضطررنا الى تقديم المعسكر الى السابع من الشهر نفسه، وما ينطبق علينا ينطبق على سوانا فالمنتخبات الاخرى بدورها قدمت مواعيد معسكراتها التدريبية. هل تعتقد ان فترة خمسة أسابيع كافية لتأهيل الفريق للنهائيات؟ - في السنة الماضية كنت مشرفاً على المنتخب البرتغالي فأقمنا معسكراً تدريبياً للمنتخب لمدة خمسة أسابيع وضمنا التأهل لأتلانتا وكنا أفضل الفرق الاوروبية، وأنا اعتقد ان خمسة أسابيع تكفي لاعداد المنتخب السعودي. كون المنتخب السعودي بطل الدورة الاسيوية الاخيرة، ألا يشكل ضغطاً مضاعفاً عليك وعلى لاعبيك؟ - مسؤوليتنا الراهنة هي التأهل لنهائيات كأس العالم المقبلة 98 وبالتالي علينا نسيان سائر المسؤوليات ومنها كوننا أبطال القارة الاسيوية، لكني اتمنى ان شاء الله قالها بالعربية ان نلعب دائماً ونحن أبطال لأن الفريق الذي يواجه البطل يشعر عادة بالرهبة. هل لديك فكرة مسبقة عن فرق مجموعتك، وكيف تستعد لمقابلتها؟ - لدي معرفة كبيرة بالفرق التي سنقابلها، فالفريق الايراني واجهناه في كأس آسيا الاخيرة والكويتي شاهدته في البطولة ذاتها، والصين واجهناها في كأس آسيا ايضاً، والقطري شاهدته في كأس الخليج والمهم هو اعداد المنتخب السعودي لمواجهة هذه المنتخبات. الوسط الرياضي يرى ان المنتخب الايراني هو أصعب الفرق التي سيقابلها المنتخب السعودي، فهل أنت من هذا الرأي؟ - اعتقد ان جميع الفرق صعبة والا كيف نفسر وصولها الى هذا الدور من التصفيات الآسيوية؟ ان مجموعتنا تضم فريقين من أفضل أربعة فرق آسيوية خلال الدورة الاسيوية الاخيرة. ولكنني حالياً لا أفكر الا في المنتخب الكويتي لأنه أول الفرق التي سوف نواجهها وهذا أمر طبيعي. حب المغامرة عرف عنك حبك للمغامرة وتفضيلك النزعة الهجومية، وظهر ذلك جلياً في كأس آسيا الاخيرة عندما أقدمت في احدى المباريات على الدفاع بثلاثة لاعبين فقط، هل ستواصل هذه المغامرة؟ - لكل مباراة ظرفها الخاص وأنا أسعى دائماً الى استغلال جميع الامكانات التي يملكها فريقي بما فيها المهارات الفردية لدى اللاعبين وتسخير هذه المهارات لمصلحة الفريق. ما هي فلسفة فينغادا التدريبية وأهم المرتكزات التي يبني عليها خططه؟ - لن ابخل عليك بالجواب، ففلسفتي خلاصتها الهجوم بأكبر عدد ممكن من اللاعبين عندما تكون الكرة في حوزتنا لهز شباك الخصم، وفي حال انقطاعها السعي الى استرجاعها مرة اخرى. هذا هو نفس المبدأ الذي تقوم عليه الكرة الشاملة التي ابتدعها الهولنديون في كأس العالم 74 في المانيا؟ - هذه ملامح الكرة السعودية وليست الهولندية. أحوال الكرة العربية كيف يرى السيد فينغادا مستوى الكرة العربية؟ - في آسيا احتلت ثلاثة فرق عربية أفضل المراكز مع المنتخب الايراني. والكرة في الخليج العربي تتبوأ الصدارة في آسيا. ومنتخبات تونس والمغرب تأهلت لنهائيات كأس العالم. الفارق بين الكرة الاوروبية ونظيرتها العربية بدأ يتضاءل على مستوى المنتخبات لكن الفرق ما زال شاسعاً على صعيد الاندية. وكيف يمكن تضييق هذه الفجوة؟ - الأمر يحتاج الى سنوات طويلة، يتم خلالها الاعتماد على المحترفين، والصرف بسخاء على اللاعب والنادي، واستقدام المدربين الاكفاء، والاحتكاك بالفرق والمدارس ا لكروية المختلفة وتفريغ اللاعب تماماً للنادي وممارسة كرة القدم فقط. ما هي مبررات اختيارك اللاعب فهد الغشيان بعد غياب طويل عن المنتخب؟ - أولاً فهد الغشيان لاعب موهوب، شاهدته للمرة الأولى في مدينة الطائف عندما كنت مشرفاً على المنتخب الأولمبي البرتغالي ولعبنا حينذاك امام المنتخب الاولمبي السعودي، في تلك المباراة قدم الغشيان مباراة لا يمكن ان تمحى من الذاكرة، ثم انني شاهدت الغشيان في مباريات كأس العالم 94، وأنا أعرفه معرفة تامة، وفي هذا المعسكر امام الغشيان فرصة لاثبات وجوده فاذا نجح رسخ أقدامه في المنتخب. هل يمكن ان تستعين بلاعبين من خارج التشكيلة الحالية؟ - أبواب المنتخب مفتوحة لمن يثبت جدارته، فاللاعبون الحاليون ليسوا التشكيلة النهائية والدائمة للمنتخب السعودي. هل تعتقد ان اللاعب الاجنبي أفاد الكرة السعودية؟ - ليس المهم ان يتم التعاقد مع لاعبين أجانب بل المهم ان يفوق مستوى هؤلاء مستوى اللاعبين السعوديين وما نشاهده حالياً هو ان مستوى بعض الاجانب لا يرقى الى مستوى اللاعب السعودي. وأعتقد ان ثمة جيلاً سعودياً ناشئاً ينتظره مستقبل مضيء. يواجه فينغادا تحدياً كبيراً في المرحلة المقبلة، فهل يعتقد ان عقده سيلغى في حال فشل المنتخب السعودي - لا سمح الله - في التأهل لمونديال 98؟ - على المرء ان يضع النجاح نصب عينيه وان يعمل على ترجمته ميدانياً وأنا حالياً أركز على التصفيات، ولو كنت أفكر في مسألة الغاء العقد لما كنت بدأت مرحلة الاشراف على المنتخب .