أثرى الدكتور فيصل حردان السليسل الثقافة التربوية بإصدار جديد له تحت عنوان (المهارات الاجتماعية للأطفال التوحديين) والذي يعد بمثابة تجربة تربوية ثرية، سيعود نفعها على الكثير من الأسر التي تضم بين أفرادها أطفالًا مصابين بالتوحد. والرائع في الأمر أن الكتاب صادر وفقًا لرؤية مُجتمعية حقيقية، تعي تمامًا حجم الوعي المُجتمعي عن التوحد، وتُدرك حجم الإمكانات المُتاحة للتعامل مع هذه الفئة، ولهذا أرى أن هنالك قدراً كبيراً من الاستفادة ستحصل عليها تلك الأسر، لأن الدراسة المذكورة بالكتاب لن تحتاج إلى محاولة تقريب إلى الواقع لأنها قائمة على دراسة واقعية. ولقد حرص "السليسل" على تفنيد التوحد ووضع آليات للتعامل معه، وذلك من خلال خمسة فصول، تناولت بشكل تدريجي مراحل التعامل مع الطفل التوحدي، ومحاولة إكسابه مهارات جديدة من خلال التعديل السلوكي له، كما أرشد الكتاب إلى العديد من الطرق التي تمنح التوحدي أساليب التواصل المجتمعي مع الآخرين. الإصدار يستحق الكثير من الإشادة، فهو قائم على دراسة قوية ذات مُعطيات راسخة، ستزيل عبء البحث عن الكثير من الأسر، خاصة في ظل تزايد أعداد الأطفال المصابين بطيف التوحد بمختلف درجاته ومراحله. وبينما وقف العلم عاجزًا عن الكشف عن مختلف أسباب الإصابة بالتوحد، ووجود محاولات خجولة للتوصل إلى طرق العلاج من خلال الأدوية الكيميائية، وقع التأهل النفسي والتربوي مسؤولية التعامل مع التوحد، وواصل الباحثون المهتمون بهذا المرض بوضع أساليب تربوية جديدة لمرضى التوحد، وأرى في هذا الكتاب واحداً من أفضل المساعي.