أعلن الجيش الأميركي الثلاثاء مصادرة مكونات صواريخ إيرانية الصنع على متن سفينة في بحر العرب كانت موجهة إلى الحوثيين في اليمن، في أول عملية من نوعها منذ أن بدأ الحوثيون شن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر أواخر العام الماضي. وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان "إنها أول عملية مصادرة لأسلحة تقليدية متطورة من مصادر إيرانية للحوثيين منذ بدء الهجمات الحوثية على سفن تجارية في تشرين الثاني/نوفمبر 2023" مشيرة إلى أن العملية التي نفذتها قوات النخبة في البحرية الأميركية في 11 كانون الثاني/يناير أدت إلى ضبط أسلحة تتضمن "مكونات صواريخ بالستية وصواريخ كروز". من جهة اخرى أفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري الثلاثاء، بأن سفينة شحن ترفع علم مالطا أصيبت بصاروخ أثناء عبورها جنوبالبحر الأحمر على بعد نحو 76 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الصليف في اليمن. وأوضحت "أمبري" أن السفينة مملوكة لليونان، وكانت في طريقها إلى قناة السويس في مصر، لكنها غيّرت مسارها بعد الاستهداف. ويأتي هذا الهجوم غداة إعلان الحوثيين استهداف "سفينة أميركية" في خليج عدن، واضعين ذلك "في إطار الردّ" على غارات أميركية وبريطانية استهدفت مواقع في اليمن الأسبوع الماضي. وشنَّت القوات الأميركية والبريطانية ليل الخميس الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وذلك ردّا على استهداف سفن في الممرات البحرية قبالة اليمن. وأعلنت القوات الأميركية إسقاط صاروخ كروز للحوثيين الأحد كان يستهدف مدمرة أميركية. إلى ذلك واصلت أعداد كبيرة من السفن التجارية الإبحار في جنوبالبحر الأحمر منذ التحذيرات التي أصدرتها القوات البحرية الغربية بتجنب مضيق باب المندب التجاري الحيوي لتفادي هجوم الحوثيين. وأصدرت "القوات البحرية المشتركة"، التي تضم القوات البحرية البريطانية والأمريكية، الجمعة الماضي، تحذيراً للسفن التجارية بأن تتجنب منطقة الخطر، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء. وجاء التحذير بعدما قصفت الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة أهدافا في اليمن لمحاولة قمع الهجمات على السفن التجارية من قبل المسلحين الحوثيين، مما أثار مخاوف بشأن ردود فعل انتقامية. وابتعدت العديد من السفن عقب التحذيرات، حيث أظهرت بيانات تتبع السفن التي رصدتها وكالة بلومبرج تراجع عدد السفن التي تمر عبر مضيق باب المندب منذ يوم الجمعة بأكثر من النصف، مقارنة بالفترة المقابلة قبل شهر. ومع ذلك، تظهر البيانات أن 114 سفينة، منها ناقلات نفط وناقلات بضائع سائبة وسفن حاويات، لا تزال تمر من وإلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، مقارنة ب 131 سفينة قبل أسبوع، و272 سفينة في نفس الفترة قبل شهر، و252 سفينة خلال نفس الفترة الزمنية قبل ستة أشهر. وتراجعت حركة الشحن بشكل حاد، في حين تراجع عدد ناقلات النفط من روسيا بنسبة أقل بكثير. كما أعلنت الكثير من السفن عن ارتباطها بالصين على أمل الإبحار بأمان. وشهدت ناقلات الغاز أكبر نسبة تراجع، حيث انخفض عدد السفن التي تنقل الغاز بنسبة 96 ٪، مقارنة بالشهر الماضي، تليها سفن الحاويات والسفن التي لا تندرج ضمن أي من الفئات الأخرى، حيث تراجع كلاهما بنحو 80 ٪. وتراجع عدد ناقلات النفط التي تمر عبر المنطقة بنحو 55 % عما كانت عليه قبل شهر. وكانت ناقلات البضائع السائبة هي الأقل تأثراً، حيث تراجعت بنسبة 25 % مقارنة بالشهر السابق.