أكد خبراء الأممالمتحدة لحقوق الإنسان أن المحتل الإسرائيلي دمّر النظام الغذائي في قطاع غزة، ويستخدم التجويع كسلاح حرب، مشيرين إلى أن سكان غزة أصبحوا يشكلون الآن 80% من جميع الأشخاص الذين يواجهون هذه الدرجة من الجوع الكارثي في جميع أنحاء العالم، مما يمثل أزمة إنسانية لا مثيل لها، وسط استمرار القصف والحصار الإسرائيلي. وقال ثمانية مقررون أمميون لحقوق الإنسان في بيان: إن كل شخص في غزة يعاني حالياً من الجوع، وربع سكان القطاع يتضورون من الجوع الشديد ويكافحون من أجل الحصول علي الطعام والمياه الصالحة للشرب، وأن المجاعة أصبحت وشيكة، مبينين أن النساء الحوامل لا يجدن التغذية والرعاية الصحية اللازمة مما يعرض حياتهم للخطر، ويتعرض جميع الأطفال دون سن الخامسة لسوء التغذية الحاد، مما يعرض جيل بأكمله للتقزم والإعاقات البدنية والعقلية التي لا يمكن إصلاحها. وأشاروا في بيانهم أن الحصار الشامل الذي فرضه المحتل الإسرائيلي على غزة يحرم 2,3 مليون شخص من الطعام والمياه والدواء والوقود والرعاية الصحية، وذلك بعد أن ظل القطاع محاصراً علي مدى 17 عاماً، الذي أدى بالفعل قبل العدوان إلى انعدام الأمن الغذائي لنصف سكان القطاع، واعتماد 80% منهم على المساعدات الإنسانية، التي لم يصل منها إلى الجنوب سوى 21% منذ اندلاع الصراع، بينما يعاني السكان في شمال غزة نقصاً طويل الأمد في الغذاء والموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، كما يعيش السكان في الجنوب في ملاجئ مكتظة أو في العراء الخالي من المرافق، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الوحشي. وأوضحوا أنه أمر غير مسبوق أن يعاني جميع السكان المدنيين بشكل كامل من الجوع، وأدانوا استخدام المحتل الإسرائيلي للطعام كسلاح ضد الشعب الفلسطيني. وأشاروا إلى تدمير المحتل الإسرائيلي للأراضي الزراعية، حيث جرفت حتى الآن 22% من الأراضي الزراعية بما في ذلك البساتين والصوب الزراعية، كما دمرت 70% من قوارب الصيد في غزة، بينما يفتقر الناس للغذاء وتتضور الماشية جوعاً، وانهارت الرعاية الصحية بعد تدمير المستشفيات والحرمان من الوقود وانتشرت الأمراض المعدية، ودمرت 60% من المنازل في غزة. وأعربوا عن القلق إزاء أعمال الإبادة الجماعية التي تتكشف كل يوم، وكرروا دعوتهم لجميع الحكومات بمنع الإبادة الجماعية في غزة، وقالوا: إن المحتل الإسرائيلي لا يقتل الفلسطينيين فحسب، بل يفرض عليهم أيضاً عن علم وعن قصد معدلات مرتفعة من الجوع والمرض والمجاعة وسوء التغذية، داعين إلى ضرورة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية لسكان القطاع، والوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقّع على البيان مقررو الأممالمتحدة المعنيون بالحق في الغذاء، والحق في الرعاية الصحية، والحق في التعليم، والحق في السكن اللائق، وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحقوق المشردين داخلياً، والحق في المياه والصرف الصحي، وحقوق المرأة، والعنف ضد النساء.