"المجاعة الخفية" مصطلح فلسطيني جديد يحمل في طياته أخطار كثيرة تهدد اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في ظل حصار اسرائيلي خانق جعل سكان القطاع اسرى محاصرين داخل غيتوهات يهددهم الجوع اليومي والمخاطر الاجتماعية والصحية والاقتصادية. منذ أكثر من ثلاث سنوات، واسرائيل تفرض حصارا خانقا ومتواصلا على قطاع غزة ارتفعت وتيرته منذ انتهاء الحرب الاخيرة مما جعل الخطر اليومي يهدد شريحة كبيرة من الفلسطينيين بالموت وبمعاناة لم يسبق وان شهدتها الاراضي الفلسطينية، حيث اصبح الفلسطيني يفتقد لاهم العناصر والمركبات الغذائية الضرورية فيما وسائل العلاج والادوية الضرورية تنقص المستشفيات والمراكز الصحية بشكل كبير وما زالت الانفاق، الوسيلة الوحيدة لسد رمق الفلسطينيين، عاجزة عن توفيرها. في ظل هذه الاوضاع الخطيرة للفلسطينيين، ينعقد مؤتمر الأمن الغذائي العالمي الثالث في "روما" والذي يشارك فيه وزراء الزراعة من دول عربية وإسلامية وأوروبية عدة. وقد راى الفلسطينيون بهذا المؤتمر منفذا لانقاذ وضعهم وفي محاولة لتجنيد الجهات المشاركة فيه لانقاذ الفلسطينيين واثارة معاناتهم على المجتمع الدولي، فرض وزير الزراعة الفلسطينية، محمد الاغا، الوجود الفلسطيني في هذا المؤتمر عبر تقرير عرضه على المؤتمرين تضمن رسالة يحذر فيها من خطر الصمت على الاجراءات التي تتخذ بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وتبقيهم محاصرين داخل سجن كبير، خلافا لكل القوانين الدولية بالاشارة الى ان مواصلة الوضع الحالي سيضاعف خطر ما سماها الاغا "المجاعة الخفية" التي بدت ملامحها تتضح في قطاع غزة. كانت دعوة الفلسطينيين للمؤتمرين في روما باتخاذ قرارات واضحة تعمل من خلالها جميع الجهات من اجل الضغط بقوة لانصاف الشعب الفلسطيني وتخليصه مما يعانيه وضمان لقمة العيش لاطفال غزة وعائلاتهم، والاهم ان تكون الخطوات فاعلة لضمان رفع الحصار المفروض على قطاع غزة ورفع الظلم عن الصيادين والمزارعين ازاء السياسة التي تمارسها اسرائيل . ويقول الاغا في توجهه لمؤتمر روما: "الوضع الحالي بات يؤثر على صحة الأطفال والنساء الحوامل نتيجة انخفاض المناعة وعدم القدرة على مقاومة الأمراض، وبالتالي التأثير على نمو والتطور، بما ينعكس كذلك على المستقبل التعليمي والحياتي والمهني لديهم". وعكس الاغا صورة للوضع الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة وقال:" قطاع غزة يعاني من حصار مشدد منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام، حيث يمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الحليب والأغذية الطازجة واللحوم ويمنع توريد الأدوية لعلاج المرضى، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة فقر الدم وهش العظام وضعف المناعة وسوء التغذية ". وبرأي الاغا، فان ما يزيد الوضع تعقيدا الاجراءات الاسرائيلية التي تمنع إدخال اللقاحات البيطرية والتحصينات اللازمة لحماية الثروة الحيوانية في قطاع غزة، حيث أنه لم يدخل إلى القطاع إلا القليل من اللقاح البيطري، ما يعرض الثروة الحيوانية إلى الإصابة بالأمراض الوبائية المعدية، وكذلك يعرض الإنسان للأمراض المشتركة، وبالتالي تهديد الصحة العامة". وأكد أن الاحتلال يحرم المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حقهم في المياه ، إلى قضم الأرض الفلسطينية بجدار الفصل العنصري، حيث يمنع المزارعين من زراعة أراضيهم وقطف محصولهم. وختم الأغا تقرير الوضع عن غزة قائلا للمؤتمرين في روما: "نضع أمامكم جزءاً من معاناة الفلسطينيين في الحصول على غذائهم وقوت أطفالهم ونوضح امامكم ان الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة ضد الإنسانية، المقصود منها تدمير الوضع الاقتصادي والتسبب بمجاعة تؤدي إلى التجهيل والتقزيم لخِلقة الإنسان، وبالتالي إحداث التخلف العقلي لدى الفلسطيني وتقزيم بنيته الجسمانية والاستهانة بحقه في الحياة".