ندرك جميعاً وغير مختلفين أن الأسرة هي الحضن الآمن الأول للذرية والوعاء الضامن لتميزهم، فلن يميز التعليم أبناءً وبنات مهملين في منازلهم الصغيرة ولا مشجعين من أسرهم الكبيرة، ولن يحققوا عند ذلك ريادة ولا قيادة، وستعجز تبعا لذلك الدولة في استقطابهم والاستفادة منهم لتحقيق برامجها وخططها وفي هذه الأعوام وما بعدها لن يشتركوا في إثبات مستهدفات رؤيتها، والأسرة إن صغرت أو كبرت بعد توفيق الله هي مشعل الهداية الأول للطريق الذي يصبح فيه الابن أو الابنة من أهل العطاء والنفع وبالتالي الإنتاج، ونتفق كذلك أن تشجيع الأسر للأبناء والبنات المتميزين في تحصيلهم العلمي يدفع إلى المنافسة الأسرية التي نهاية مطافها تميز كل الأجيال في هذه الأسرة وبالتالي منافسة غيرهم في بلد لن يستقطب ويوظف إلا المتفردين، وقد تشرفت بدعوة من رئيس مجلس الإدارة لصندوق أسرة الماضي د. سعد بن ماضي الماضي لحضور حفل التفوق العلمي السادس والثلاثين لأبناء وبنات الأسرة على شرف معالي وزير الصحة وبحضور عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي والوجهاء ورجال المجتمع والإعلام والمئات من الحضور من داخل الأسرة والمعارف والأصدقاء خارجها وفي ليلة سنوية مبهجة لهم ولنا، وهذا الموعد السنوي يعني قناعة الأسرة أن المنطلق في التشجيع وخلق التنافس هو واجب من الآباء تجاه الأبناء والبنات، وفي كل عام يكون حفل التفوق العلمي على شرف شخصية من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي والوجهاء، وقد حققت أسرة الماضي من ذلك تشجيع وتحفيز المئات من أبناء وبنات الأسرة على هذا المدى الطويل، وتدفع الأبناء والبنات لأبعد من ذلك، حيث أشعلت فيهم الاهتمام بالموهبة والتركيز عليها وهذا هو التميز الذي يلفت الانتباه، وبنت وتبنت بالإصرار والعزيمة الرغبة في نفع الوطن والمواطن والمشاركة في تحقيق تطلعات القيادة والقادة، وهو ماتراه أسرة الماضي أيضاً في إطار مسؤوليتها المجتمعية تجاه الأسرة والمجتمع ويمثل ذلك دقة الاستهداف وبُعداً لرؤيتهم وإصراراً لتحقيقها بتميز، وينتظر بشغف شباب وفتيات الأسرة الموعد التحفيزي الدوري المتألق. وعلى السياق ذاته تحتفل أسرة الماضي ببلوغ صندوقها عامه الأربعين، وهو عمر يستحق أن يقال عنه إنه من أوائل الصناديق الأسرية في المملكة وهذا دليل ترابط أسرى وإيثار مشترك وشعور بالمسؤولية للقادرين من الأسرة، ويؤكد على نجاحه واستمراره قيام الصندوق بواجباته بالمهنية والتنظيم، وتواتر تعاقب مجالس الإدارة في النفع والتطوع يثبت المضي لخدمة الأسرة في رسائل أخرى من التميز وتحقيق أهداف أبعد وأنفع وتتمثل في إيجاد كيان يجمع الأسرة في جميع مناسبات أهلها وهو ما أطلقوا عليه (ديوان الماضي) المجهز بكل ماتحتاجه وهذا الكيان العمراني الجميل يجمعهم بغيرهم في مناسبات الزفاف والعزاء والاحتفالات ومن بعض أهداف الصندوق رعاية البيوت المحتاجة في الأسرة سعياً من الصندوق في سد حاجتهم وإعفافهم بسرية تامة ومعه الاهتمام بدعم المحتاجين خارجها ومساندة ودعم جمعيات البر وتحفيظ القران ومناسبات بلد المنشأ والنادي. ختاما.. يواكب الحفل السنوي للتفوق العلمي لصندوق أسرة الماضي تكريم شخصية مجتمعية ذات نفع وأثر ثقافي أو إقتصادي أو خيري لافت، وكانت شخصية هذا العام المكرمة للخبير البيئي الأستاذ محمد بن ناصر الشويش والذي أتشرف معه بعلاقة جاوزت 4 عقود كان فيها بمنزلة الأخ الشقيق عندي، الحديث عنه لأنه صادق التواصل نقي السلوك مؤثر على نفسه منكر لذاته ومحب لغيره، يسعى بإصرار للنفع العام بدرجة ماخلقت إلا له فهو صديق الطير ورفيق الشجرة وكافل البيئة، بدأ رحلة التطوع منذ كان موظفاً وأصلّها بعد التقاعد، أسس ويرأس مجلس إدارة جمعية سدير الخضراء وساهم بثقة في تأسيس مايزيد على 35 رابطة خضراء في مدن وطننا الغالي، وقاد رحلة طويلة لزراعة 500 ألف شجرة في أرجاء منطقة سدير، وله تجارب وإسهامات وخبرات طويلة تتصل بالبيئة والحفاظ عليها، ويقدم استشارات مجانية خاصة بالبيئة للعديد من الجهات الرسمية والتطوعية، وأحسنت إدارة صندوق أسرة الماضي في تكريمه وتشجيع غيره به ودفعهم إلى العطاء والنفع العام الذي يمثل زكاة العمر والعمل في مجال خصب للمنافسة الخيرية لأن أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس وقال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه (مامن مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة). د. سعد الماضي محمد الشويش